الأحد 9 مارس 2025 03:09 مـ 10 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

في يومها العالمي.. المرأة بين الاحتفاء بالكلمات وفقدان الخدمات

الأحد 9 مارس 2025 03:14 صـ 10 رمضان 1446 هـ

في البدء أهنئ كل نساء اليمن والعالم بيوم ٨ مارس، يومهن العالمي الذي يهدف في الأساس الى تسليط الضوء اكثر على المرأة.

ويحق لهذه اليوم الا تكن يوم للاحتفاء بالكلمات الرنانة والتهاني والتبريكات فقط، بل يوم يتم الكشف من خلالها عن ما تم تقديمه من خدمات ومساعدات ،وبرامج تحمي النساء وتعمل على تمكينهن اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وفي كل مناحي الحياة.

يوم يكن فيها مصداقة وشفافية لكشف كل الأوراق ،ماذا انجز واحرز من تقدم في مجال دعم النساء؟ ما التحديات التي تواجهها المرأة؟ ما هي الاحتياجات الأساسية والضرورية لنساء المجتمع ليتم تلبيتها؟ ولماذا الدعم الذي نسمع عنه لا يوجه الى مشاريع فعلية تلامس حياة النساء في الواقع؟ ولماذا مازال كل هذا العنف والانتهاكات والحرمان من الحقوق ومن الخدمات؟ ماذا تقدم الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية والمنظمات الدولية والمحلية لمساندة النساء، ومساعدتهن حتى يتجاوزن الأوضاع الصعبة وتبعات الحرب، وتوفر لهن الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والتعليمية والإنسانية .

النساء بحاجة الى دعم حقيقي والى برامج ومشاريع تلامس قضاياهن المختلفة.. وهي دعوة نوجهها الى كل المعنيين و الى المنظمات الدولية و المنظمات المحلية والمبادرات ان ينزلون الى الميدان، ويتفقدون عن قرب أوضاع النساء في المدن و القرى والبوادي ،وفي مخيمات النزوح، وينفذون أنشطة وبرامج وفق احتياجاتهن الفعلية.

المرأة تعاني من الجهل والفقر والمرض ،المرأة تتعرض للعنف بكل صوره المختلفة داخل الأسرة وفي المجتمع، ما زال العيب هو السائد ومازال الصمت وان لا تتكلم بما يقع عليها هو الاساس للمزيد من استمرار العنف والاذى والظلم عليها.

العادات والتقاليد والاستبداد وغياب أدوار السلطة والجهات المعنية كلها أسباب في استمرار معاناة النساء وعدم تلمس قضاياهن الحقيقية.

كم قضايا في المحاكم، وكم قضايا مسكوت عنها، وكم نساء يمتن وهن يفتقدن الخدمات الصحية، وكم فتيات يحرمن من التعليم، ويتم تزويجهن طفلات تحت ذريعة الستر وظروف الفقر ..

كم أم تعاني وتجاهد لأجل أطفالها لأنها فقدت العائل ،او فقدوا مصدر الدخل ..وكم نساء فقدن وظائفهن واعمالهن.

لا يكفي ان نبعث تهاني ونحتفي بيوم واحدة في السنة ونتغنى بالكلمات الرنانة حول المرأة وانجازات المرأة، والمرأة في حقيقة الأمر وفي الواقع تعاني من الإهمال والتهميش والعنف ..
ليتم استغلال هذه المناسبة في تنفيذ أنشطة تعمل على رفع معاناة النساء، ومساعدتهن وتخفف من الحمل الثقيل الملقى على عاتقهن.

النساء يعشن بدون حماية، بدون تمكين اقتصادي، بدون توفير فرص عمل ،بدون خدمات ،والجناة يفلتون من العقاب، والدعم الذي يأتي تحت أسماء مشاريع لدعم المرأة يذهب الى ارصدة الفاسدين والمستغلين لمثل هكذا قضايا .

الشفافية مطلوبة وقيام الجهات المعنية بأدوارها بالمتابعة والتقييم والتخطيط، ورقابة عمل المنظمات وما تنفذه على ارض الواقع امر غاية في الأهمية اذا كنا جادين في دعم قضايا المرأة ومساندتها.

نحن بحاجة الى حزمة من الإجراءات حتى يتحقق المراد، وبحاجة الى توحيد الجهود والتنسيق المشترك والعمل الجاد حتى نخفف من وطأة هذه المعاناة، ونرتقي بحياة النساء ونوفر الحماية لهن والدعم اللازم حتى يتمكن من التمتع بمقومات الحياة الكريمة و المشاركة في اعادة بناء هذا البلد الذي مزقه الحرب والصراع.