لأول مرة.. أحمد الشرع يصل القاهرة لحضور القمة العربية الطارئة

في خطوة دبلوماسية لافتة، وصل رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إلى القاهرة، وذلك في أول زيارة رسمية له إلى مصر منذ توليه المنصب. تأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك لحضور القمة العربية الطارئة التي تبحث مستجدات القضية الفلسطينية، لا سيما خطة إعادة إعمار قطاع غزة.
وتعكس هذه القمة، التي تُعقد بصفة غير عادية، موقف الدول العربية إزاء الأوضاع الراهنة في غزة، حيث يتصدر ملف الإعمار وإدارة القطاع جدول الأعمال، مع التأكيد على رفض أي مخططات لنقل سكانه إلى دول أخرى.
الشرع في القاهرة.. أجندة عربية لمستقبل غزة
وصول أحمد الشرع إلى القاهرة لم يكن الخطوة الوحيدة على الصعيد السوري، فقد سبقته بيوم واحد زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشياني، الذي شارك في الاجتماعات التحضيرية للقمة، في مسعى لتعزيز الموقف العربي الموحد تجاه الأزمة الفلسطينية.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن هذه القمة ستناقش مشروعًا عربيًا بديلًا لخطة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، التي كانت تهدف إلى وضع إدارة قطاع غزة تحت إشراف أمريكي، مع اقتراح نقل سكانه إلى دول أخرى، وهو ما قوبل برفض واسع من الدول العربية والفلسطينيين.
الرفض العربي لمقترح "نقل السكان" من غزة
المبادرة الأميركية، التي كانت موضع ترحيب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تضمنت خطة لإتاحة خيار مغادرة سكان غزة، وهو ما صرح به نتانياهو مؤخرًا قائلًا: "حان الأوان لمنح سكان غزة حرية المغادرة".
لكن الدول العربية والفلسطينيين رفضوا بشدة هذه الفكرة، معتبرين أنها محاولة لتغيير التركيبة الديمغرافية للقطاع، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون بعد الدمار الذي لحق بالمنطقة منذ الحرب التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
إعادة إعمار غزة.. تحديات بمليارات الدولارات
تعرض قطاع غزة لدمار هائل جراء الحرب، حيث قدّرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بأكثر من 53 مليار دولار، مما يجعله واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي والعالم العربي.
وتسعى القمة العربية الطارئة في القاهرة إلى بلورة رؤية موحدة لإعادة إعمار القطاع، بعيدًا عن أي ضغوط دولية قد تسهم في تغيير الواقع السكاني لغزة.
مستقبل العلاقات العربية في ضوء قمة القاهرة
تعد هذه القمة محطة مفصلية في التعامل العربي مع الأزمة الفلسطينية، كما تمثل زيارة أحمد الشرع إلى القاهرة خطوة نحو إعادة انخراط سوريا في المشهد العربي، بعد سنوات من العزلة.
فهل تؤدي هذه القمة إلى رسم ملامح جديدة لإعادة الإعمار، بعيدًا عن المخططات الغربية، أم ستظل غزة ساحةً لتجاذبات سياسية واقتصادية معقدة؟