الخميس 27 فبراير 2025 05:58 مـ 29 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هل يجوز منع شعيرة دينية ؟.. جدل في المغرب بعد قرار الملك منع ذبح الأضحية

الخميس 27 فبراير 2025 03:42 مـ 29 شعبان 1446 هـ
العاهل المغربي الملك محمد الخامس
العاهل المغربي الملك محمد الخامس

أعلن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، مساء الأربعاء، عن إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي لهذا العام، في خطوة تهدف إلى دعم الثروة الحيوانية الوطنية التي تضررت بشدة نتيجة الجفاف.

وأضاف الملك أن الدولة تسعى إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني عبر سياسات تهدف إلى دعم القطاع الفلاحي، مؤكدًا أن «عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، والقيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررًا كبيرًا بفئات واسعة من أبناء الشعب».

الملك سيضحي نيابة عن الشعب

كما أعلن أن القصر الملكي سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي، اقتداءً بسنة النبي محمد، حينما ذبح كبشين، أحدهما عنه والآخر عن أمته.

ليس الأول من نوعه

ولم يكن هذا القرار الأول من نوعه في تاريخ المغرب، إذ سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن اتخذ القرار ذاته في ثلاث مناسبات سابقة؛ عام 1963، ثم في 1981، وأخيرًا في 1996، وجاءت جميعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة وتأثر قطاع الثروة الحيوانية بالجفاف.

انخفاض ملحوظ في أعداد الماشية

وفقًا لوزارة الفلاحة المغربية، بلغ عدد رؤوس الأغنام في المغرب حوالي 21.6 مليون رأس، برغم من التحديات المناخية التي شهدها القطاع. ومع ذلك، تشير تقارير أخرى إلى انخفاض ملحوظ في أعداد الماشية بسبب موجات الجفاف المتتالية

تعطيل إحدى شعائر عيد الأضحى

وأثار قرار العاهل المغربي، ضجة وجدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فتسائل البعض عن مشروعية تعطيل إحدى شعائر عيد الأضحى التي ذُكرت في القرآن الكريم، فيما أشار آخرون إلى أنها سنة يمكن تعطيلها بشروط.

وأيد بعض الفقهاء القرار، مشيرين إلى أن الإسلام يبيح ترك الأضحية في حال عدم القدرة، استنادًا إلى القاعدة الفقهية: «لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها».

يؤثرعلى الروابط الاجتماعية والتقاليد الدينية

في المقابل، عبر بعض المواطنين عن استيائهم، معتبرين أن القرار قد يؤثر على الروابط الاجتماعية والتقاليد الدينية المتوارثة. وقال أحد المعارضين على منصة «إكس»: «مهما كانت الأزمة، لا يجب أن تمنع الدولة شعيرة من شعائر الإسلام. التضحية ليست فقط طقسًا دينيًا، بل مناسبة اجتماعية تجمع العائلة»

قلق مربي الماشية

كما عبر بعض المربين وأصحاب المواشي عن قلقهم من أن يؤدي القرار إلى خسائر اقتصادية فادحة في قطاع تربية المواشي، الذي يعتمد على عيد الأضحى كموسم رئيسي لتحقيق الأرباح.

و أصاب القرار البعض بالصدمة، وطالبوا بعدم التعجل خاصة أن عيد الأضحى سيأتي بعد نحو 3 أشهر، وقد يحدث تغيير في عملية نقص عدد رؤوس الماشية، التي دفعت ملك المغرب للجوء لهذا القرار.

القرار يستند إلى معطيات اقتصادية

وأكد المحلل الاقتصادي المغربي، محمد جدري، أن هذا القرار يستند إلى معطيات اقتصادية واضحة، حيث شهد القطيع الوطني تراجعًا بنسبة تفوق 38%، ما يستدعي منحه الوقت الكافي لاستعادة مستواه الطبيعي.

وأوضح جدري، في تصريحات لصحيفة "24 ساعة" المغربية، أن "السنوات الثلاث الماضية لم تكن كافية لاستعادة عافية القطيع بسبب استمرار الظروف المناخية الصعبة، مما يجعل من إلغاء الأضحية هذا العام إجراءً ضرورياً للحفاظ على الثروة الحيوانية".

وتساءل البلوجر جوسيم حليم قائلًا: "إذن من أين يأتون باللحوم في رمضان... أم أن هذه اللحوم مختلفة عن لحوم عيد الأضحى.. وسائر الأيام كيف يأكلون اللحم؟... البروتين لازم، هذا القرار سيؤدي بالشعب المغربي إلى سوء التغذية".

من يعوض خسائر الفلاح الفقير

في حين رد البلوجر المعمر محمد فقال: "ومن يعوض خسائر الفلاح الفقير الذي كان يمني النفس بأن يبيع قطيعه ويرجع له بالقليل مما أضاع"

وعلق أحد النشطاء المغربية فقال: "عدد الاغنام بالمغرب يوصل عدد 20 مليون غنمة، سنة الأضحية سنة تكافلية تسمح للفقير بتذوق اللحم، ولكن واضح أن هذا الشيء لا يعجب الأثرياء...".