• الرئيسية
• المشهد الدولي

في تطور يثير القلق، أوردت وسائل إعلام أجنبية تقريراً نشره موقع "نزيف" العبري المتخصص في الشؤون العسكرية، يتناول احتمالية تنفيذ هجوم يستهدف السد العالي في أسوان.

التقرير الذي تم تداوله على نطاق واسع ركز على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لوضع تصور كارثي للتداعيات التي قد تنشأ عن مثل هذا الهجوم، سواء كان جزئياً أو كاملاً.

السيناريو المفترض: انهيار السد العالي

وفقًا للتقرير الذي نشره الموقع العبري، تم تقديم تصور مفترض حول كيفية تنفيذ هجوم صاروخي مستهدف للسد العالي بهدف إحداث انهيار جزئي أو كامل. النتيجة المحتملة لهذا الهجوم ستكون كارثية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تدفق كميات هائلة من المياه عبر نهر النيل، مما يسبب دماراً شاملاً يمتد من مدينة أسوان جنوب مصر وحتى العاصمة القاهرة.

التقرير أثار تساؤلات عديدة حول مدى جدية هذه السيناريوهات وأبعادها الأمنية والسياسية، خاصة في ظل أهمية السد العالي كأحد أهم الركائز الاقتصادية والاستراتيجية لمصر.

رد الخبير العسكري المصري اللواء أسامة كبير

من جانبه، أعرب الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء أركان حرب أسامة كبير عن استهجانه الشديد لما جاء في التقرير، مؤكداً أنه لا يُعتد بمثل هذه التصريحات العبثية وغير المسؤولة. وقال اللواء الكبير في تصريحاته لـ"العربية.نت":

"ما تناوله موقع 'نزيف' الإسرائيلي بشأن إمكانية قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جزئية أو كلية تدميرية للسد العالي بأسوان، سواء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أو غيرها، هو مجرد كلام فارغ ولا يستحق أي اعتبار. الموقع نفسه غير معروف وليس له وزن إعلامي حقيقي."

وأضاف الخبير العسكري أن إسرائيل نفسها لن تفكر حتى في تنفيذ مثل هذا العمل، مشدداً على أن أي محاولة لاستهداف السد العالي ستحمل تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها، بما في ذلك إسرائيل. وأشار إلى أن مثل هذه الأفعال ستكون "عبثاً سياسياً فجاً"، نظراً لعواقبها الكارثية وغير المحسوبة.

حادثة سابقة: تعليق الصحافة الإسرائيلية على تصريح ليبرمان

لم يكن هذا الموضوع غريباً على النقاشات السابقة داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية. فقد ذكر اللواء كبير أن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" السابق، إفيغدور ليبرمان، تجرأ عام 2001 وقال إن إسرائيل يمكنها ضرب السد العالي إذا أرادت. لكنه تعرض حينها لانتقادات شديدة من قبل الصحافة الإسرائيلية الرسمية، ومنها "هآرتس" و"إسرائيل هايوم"، والتي وصفته بأنه "مراهق سياسي" بسبب تصريحه الاستفزازي.

أهمية السد العالي: رمزية استراتيجية

السد العالي ليس مجرد مشروع هندسي، بل يمثل رمزاً استراتيجياً واقتصادياً لمصر والمنطقة. منذ افتتاحه في عام 1970، لعب دوراً محورياً في توفير الطاقة الكهرومائية، وإدارة موارد المياه، ودعم الزراعة المصرية. لذلك، فإن أي مساس بالسد العالي يعني تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، بالإضافة إلى تداعيات بيئية وإنسانية كارثية على دول حوض النيل.

خاتمة: التحذير من الخطاب العدائي

يأتي هذا التقرير في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط توترات متزايدة، مما يزيد من أهمية الحذر من أي خطاب عدائي أو سيناريوهات تخريبية قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، أكد الخبراء المصريون أن مثل هذه السيناريوهات تبقى ضمن إطار التخمينات غير الواقعية، وأن مصر تمتلك كل الوسائل الدفاعية اللازمة لحماية أراضيها ومصالحها الوطنية.