الخميس 13 فبراير 2025 05:31 صـ 15 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

تقرير أمريكي يُحذر من خطورة توسع الحوثيين وتأثيرهم الإقليمي والدولي

الخميس 13 فبراير 2025 01:00 صـ 15 شعبان 1446 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

حذّر تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية من مخطط جماعة الحوثي للسيطرة على محافظة مأرب، المعقل الرئيسي للقوات الحكومية اليمنية والمنطقة الغنية بالنفط.

وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى عواقب بعيدة المدى ليس فقط على اليمن، بل أيضًا على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، بما في ذلك السعودية ودول الخليج.

تحول استراتيجي لجماعة الحوثي

وفقًا للتقرير، وبعد توقف إطلاق النار في غزة، أعادت جماعة الحوثي تركيز عملياتها العسكرية نحو تصعيد القتال ضد القوات الحكومية في جبهات اليمن، مع التركيز بشكل خاص على محافظة مأرب.

وأكدت المجلة أن الجماعة بدأت بنقل آلاف المقاتلين إلى خطوط الحرب الأمامية في المحافظة، حيث كانت مأرب دائمًا محورًا رئيسيًا لعملياتهم السابقة.

كما لفت التقرير إلى أن الحوثيين بدأوا بتنفيذ ضربات استعدادًا لهجوم كبير محتمل للاستيلاء على المنطقة، بالإضافة إلى حملة رسائل تستهدف القبائل المحلية لدفعها إلى التخلي عن السيطرة على المنشآت الإستراتيجية والمباني الحكومية والقواعد العسكرية.

طموحات الحوثيين الإقليمية

نقل التقرير تصريحات لبعض قادة الحوثيين الذين ادعوا أن هجومًا أخيرًا سيؤدي إلى الاستيلاء على اليمن بأكمله.

واعتبر التقرير أن سعي الجماعة للاستيلاء على مأرب يعكس استراتيجية أوسع لإضعاف الحكومة المعترف بها دوليًا ومجلس القيادة الرئاسي، مما قد يمنح الحوثيين مزيدًا من النفوذ قبل أي مفاوضات سلام مستقبلية.

وفي الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن استيلاء الحوثيين على مأرب سيقلص بشكل كبير من سيطرة الحكومة اليمنية على الأراضي المحلية، مما يؤدي إلى تآكل مصداقيتها على المستويين المحلي والدولي.

كما أن هذا الأمر قد يعزز من شرعية الحوثيين بين المجتمع الدولي، خاصة إذا تمكنت الجماعة من السيطرة على الموارد الاقتصادية الهامة في المنطقة.

تداعيات إقليمية ودولية

حذرت المجلة من أن المناطق التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها قد تصبح نقطة تحول خطيرة في المنطقة. وأكدت أن مثل هذه الخطوة ستقوي موقف إيران في اليمن، مما يمنح طهران وصولًا أكبر إلى مواقع إستراتيجية جديدة على طول مضيق باب المندب، وهو أحد أهم الممرات البحرية العالمية، وكذلك الحدود مع المملكة العربية السعودية.

وأضافت المجلة أن الحوثيين قد يستخدمون هذا النفوذ الجديد للتعاون مع خصوم الولايات المتحدة الآخرين، مثل روسيا والصين.

وأشارت إلى تقارير سابقة تفيد بأن الحوثيين يتعاونون مع حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال، وأن هناك وجودًا محتملًا لمرتزقة حوثيين يقاتلون في أوكرانيا.

كما ذكرت أن موسكو قد ترسل صواريخ متطورة مضادة للسفن للحوثيين، بينما تساعد الصين الجماعة في الحصول على أسلحة.

تحول جماعة محلية إلى تحدٍ جيوسياسي

أكد التقرير أن جماعة الحوثي، التي بدأت كفصيل واحد في الحرب الأهلية في أفقر دولة بالشرق الأوسط، أصبحت الآن قوة إقليمية مضطربة. فهي تهدد التجارة العالمية، وتشن ضربات على إسرائيل، وتتحالف مع جماعات متطرفة أخرى لزعزعة استقرار الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.

وختمت المجلة بالتحذير من أن استمرار الوضع الحالي دون تغيير يعني أن ما كان مجرد تمرد محلي سيتحول إلى تحدٍ جيوسياسي مباشر للولايات المتحدة وأصدقائها في المنطقة.