الضربة المدمرة قادمة.. ترامب يقود خطة شاملة لضرب وكلاء إيران والحوثيون ينتظرون مصير سوريا
في ظل تطورات دراماتيكية على الساحة الإقليمية، تراقب جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في شمال اليمن، ما يجري في المنطقة عن كثب، وسط مخاوف متزايدة من العواقب التي قد تلحق بالجماعة من تصعيد التحركات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية. الحوثيون يدركون جيدًا أن الأوضاع الإقليمية الحالية قد تؤدي إلى تضييق الخناق عليهم، وأنه قد لا يكون لديهم خيار سوى مواجهة الضغوط الموجهة إليهم من مختلف الأطراف الدولية.
من جهة أخرى، يسعى البيت الأبيض بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تكثيف الضغوط على إيران وحلفائها في المنطقة، وخاصة جماعة الحوثي في اليمن. في حديثه عن سياسة ترامب تجاه إيران، أكد "مسعد بولص"، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، أن هناك تركيزًا واضحًا على ثلاث قضايا أساسية: منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، التصدي لتهديدات الصواريخ الإيرانية الباليستية، ووقف دعم إيران لمليشياتها المسلحة في المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان.
وأشار بولص في مقابلة مع صحيفة "لو بوينت" الفرنسية إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى توسيع نطاق الضغط على إيران وأذرعها في المنطقة، وأن هذا يشمل تقليص قدرة جماعة الحوثي على تهديد الأمن الإقليمي، بما في ذلك استهداف قدرات الجماعة العسكرية وطرق تدفق الدعم الإيراني إليها. ولفت إلى أن ترامب بدأ فعلاً في ممارسة "أقصى ضغط" على إيران، وهو ما بدأ يظهر في سياسات إيران الإقليمية، والتي شملت تغييرات في سوريا ولبنان.
من جانبهم، لا يبدو أن الحوثيين يخفون قلقهم من تلك التحولات، خاصة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض. في خطابه الأسبوعي المتلفز، حاول "عبدالملك الحوثي"، زعيم الجماعة، تهدئة أنصار الجماعة، مشيرًا إلى أن أي تحركات أمريكية لن تؤثر بشكل كبير على الحوثيين، حيث إن الجماعة "تملك تجربة سابقة مع ترامب" وأنه لم يتمكن من حسم الحرب في اليمن خلال ولايته السابقة. ورغم تلك التصريحات، لا يخفى على الحوثيين أن التحركات الأمريكية والإسرائيلية قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الهجمات المدمرة.
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة ضربات أمريكية موجهة ضد أهداف حوثية مهمة، قد تتخذ شكل ضربات استراتيجية أكثر دقة وفتكًا، بما في ذلك استهداف المنشآت العسكرية والصواريخ والطائرات المسيرة التي تستخدمها الجماعة. هذه التحركات تزامنت مع تصريح "الجنرال مايكل إريك كوريلا"، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الذي أكد أن الولايات المتحدة ستواصل العمل على مكافحة الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها جماعة الحوثي، سواء في البحر الأحمر أو في مناطق أخرى.
وقد بدأت فعلاً بعض التحركات العسكرية ضد الحوثيين، حيث نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا منذ يناير الماضي سلسلة من الغارات الجوية على مواقع حوثية، استهدفت منشآت عسكرية حيوية، بما في ذلك مخازن الصواريخ والطائرات المسيرة. كذلك، تكثف إسرائيل ضرباتها الجوية ضد الحوثيين في اليمن، رداً على الهجمات التي تبنتها الجماعة ضد إسرائيل باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة.
هذه الضغوط العسكرية تأتي في وقت حرج بالنسبة للحوثيين، الذين يسعون جاهدين إلى توسيع نفوذهم الإقليمي من خلال استهداف السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر. لكن، مع الضغوط العسكرية الغربية والعربية، يتوقع العديد من المحللين أن الحوثيين قد يواجهون مصيرًا مشابهًا لذلك الذي تعرض له حزب الله في لبنان، حيث تكثف القوى الدولية الضغط على وكلاء إيران في المنطقة.
من جانب آخر، تكشف التحركات الأمريكية في البحر الأحمر ومحيط اليمن عن استراتيجية شاملة لمكافحة المليشيات المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك جماعة الحوثي. وقد أشارت التقارير إلى أن هناك تنسيقًا بين الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى في تحالف "حارس الازدهار" لضمان حماية الملاحة البحرية، وهو ما يعكس تزايد قلق القوى الكبرى من تهديدات الحوثيين لممرات التجارة الدولية.
في الختام، تزداد التوقعات بأن الحوثيين سيواجهون مزيدًا من الضغوط العسكرية والسياسية، سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل أو من دول أخرى في المنطقة. ومع تصاعد تلك التهديدات، قد يتعين على الحوثيين إعادة تقييم مواقفهم وتحركاتهم في الساحة الإقليمية، خاصة وأن الحرب اليمنية قد تكون على وشك دخول مرحلة جديدة من التصعيد.