البيض يعلق على خارطة الطريق للسلام ويتنبأ بمآلات المشهد اليمني للعام الجديد 2024
علق نجل الرئيس اليمني الأسبق، علي سالم البيض، على خارطة الطريق الأممية التي أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص غلى اليمن، هانس غروندبرغ، الأسبوع قبل الماضي، بشأن السلام في البلاد.
وقال هاني البيض في مقالة له رصدها المشهد اليمني، إن خارطة الطريق المقترحة تمثل ضوء أمل ومصدر للتفاؤل، "لكنها ستكون امام خرائط الصراعات المتراكمة ومأزق التسويات القادمة ومآلاتها".
وأعرب أن أمله في رؤية أيام أفضلت في العام الجديد 2024، وقال إن تعقيدات المشهد العام في اليمن لازالت حاضرة، وتتزايد ويلفها كثير من المصاعب والعقبات ، وقد لا تبعث على التفاؤل عند الكثير من المتابعين بقدوم عام جديد".
معللا ذلك "بفعل حالة اليمن السياسية المتشظية ، ووضعها الاقتصادي المتدهور الذي انتج وضع اجتماعي ومعيشي بائس وحالات مزمنة بكل ابعادها وفي جوانب متعددة".
وقال: "وللاسف تتداخل اليوم مساراتها وتوظف بشكل بشع وغير لائق في جوانبها الإنسانية والمعيشية والخدماتية ، من ربط الإنساني بالسياسي والاقتصادي بالعسكري والداخلي بالأممي والمحلي بالإقليمي".
ويرى البيض أن "عملية السلام في اليمن بشماله وجنوبه فهي تقف أولا امام احتمالات الاستجابة الجادة ومصداقية الأطراف من العملية السلمية، وعلى الصعيد الخارجي بالمتغيرات الجيوستراتيجية وتبعاتها الجيوسياسية وحالة تشبيكات بؤر التوتر والصراعات الاقليمية والدولية الحاضر لدى محاور المنطقة".
وأشار إلى أن ما ذكره آنفًا، "بعض محددات الصراع الداخلية والاقليمية التي قد تقف امام العملية السلمية في اليمن، وهناك عوامل ومصاعب كثيرة لاحصر لها على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، واكثرها تاثيرا البعد الإقليمي الذي اصبح مؤثرًا وفاعلًا في الشان اليمني على حساب مساحة القرار الوطني والقرار السياسي السيادي !".
ودعا "جميع الاطراف المعنية ان تحد من اي شكل للتصعيدات وان يتحلوا بشي من المسؤولية الوطنية لإنقاذ هذا البلد وإخراجه من مستنقعات الحروب وحلقات الصراعات ومتاعبه المزمنة ، والابتعاد عن اي شكل للابتزاز او المزايدات السياسية في هذا الظرف الدقيق ".
وشدد على ضرورة "خلق بيئة صالحة تخدم الهدف الاستراتيجي المتمثل بالوقف الدائم للحرب والذهاب الى مارثون طويل لتسوية كل متاعب اليمن بالحكمة اليمانية وثقافة الحوار، وهو حتمًا مخاض عسير".
واستدرك: "فإما مولودا اصيلا او مستنسخا مسخًا يرهق ويتعب كل الاطراف".
وأكد الكاتب السياسي هاني البيض "في هذه الاجواء على أهمية حوار الشمال والجنوب في المرحلة القادمة وهي ضرورة وحاجة ملحة ، والضابط لمقتضيات المرحلة الاخيرة والمحطة النهائية".
وأضاف أن "الناس سيحافظون على السلام ويتمسكون بكل عوامل الاستقرار ولن يذهبوا الى القتال مرة اخرى بعد هذه التجربة المريرة والخسائر الواسعة، ولكن هذا مرهون بالقرار الوطني ، والقناعات الراسخة ، وبناء عوامل الثقة ، والإدارة السياسية الصحيحة لمشروع السلام ، والمعالجات السليمة لمتطلبات العملية السلمية". وفق ما يقول.
وشدد الكاتب على أهمية "أن تكون القيادات السياسية استثنائية ومؤهلة وعناصرها صلبة واكثر وطنية وتضحية"، وقال: "ولا زلت مع حقيقة ومنطق ان السلام لايتحقق الا من الداخل ! وان الحفاظ على السلام اصعب من مجرد الوصول لإتفاق بشأنه".
وختم مقالته بالقول: "ختامًا وما ينبغي قوله لكل الأطراف السياسية المحلية المتآلفة من جهة والمتصارعة من جهة اخرى ونحن نودع عام 2023 ، انه بقدر اتساع وزيادة حدة الخلافات وانعدام الثقة وتعميق التباينات بين اطراف العملية السياسية من جهة واطراف العملية السلمية الشاملة ، سيكون تدخل القوى الدولية والاقليمية ، حاضرًا وبقوة في رسم المشهد لهذا البلد ، ودورا واضح للنفود الدولي والاقليمي بتشكيل وتفصيل الواقع السياسي والاقتصادي وفق مصالحهما واهتمامهما ، لا وفق مصالح الشعب وأهداف الاطراف السياسية المحلية ، او على قاعدة الوطن بمرتكزاته وثوابته ومشاريعه السياسية المنشودة".