رسالة لأصحاب خطاب الكراهية والنفس المناطقي الخبيث
من الحرب الأولى ٢٠٠٤ قدمت صعدة وحجة وعمران والمحويت وصنعاء والحديدة وذمار وتعز وإب والجوف ومارب والبيضاء وابين ولحج والضالع وعدن وشبوة خيرة الرجال واكرمهم ضد المشروع الحوثيراني وأرووا ثرى ارض اليمن الطاهر وفي كل شبر منه بدمائهم النقية دفاعا عن النظام الجمهوري والعقيدة والوطن.
ومايزال ابناء اليمن يجودوا يأنفسهم من اجل مقارعة المشروع الايراني ومنهم من قدم من اسرته وعشيرته العشرات والمئات ومديريات قدمت الألاف ،منهم من قدم كل ابنائه ثم الحقهم بنفسه، ومنهم من خسر المال والروح معاً ، فضلاً ان هناك مئات ألاف الجرحى وقد سبقتهم اجزاء منهم الى الجنة بإذن الله..
ومن المعيب والمسيئ لأي انسان ان يقدح في نضالات الرجال لأي محافظة او مديرية او ينتقص من تضحيات ابنائها، بل ويحصرها في نفسه وهو ابعد مايكون عن البطولة ،بينما لا يعرف ظروف إولئك الرجال وما اسباب انكساراتهم ان حصلت وقد لا يعلم ان في صمودهم مايشبه الاعجاز وانه لولاهم بعد الله لكان كل شبر في اليمن ينهق الصرخة الايرانية منذ زمن بعيد ولكانت بيوتهم وغرف نومهم محتلة
ولا يعلمون ان أولئك الأبطال لليوم مازالوا يشكلوا طوق كبير على مليشيات الحوثي ، وماينقصهم هو القيادة و القرار فقط.
وانا اتذكر عندما قاتل ابناء صعدة مع القوات المسلحة فقد قاتلوا عن كل اليمن و كنا جميعا في امان ولم نعلم مقدار تضحياتهم وعظمة مافعلوه وهول تضحياتهم الا عندما وقعنا نحن في نفس الطريق ،فقد كان بعضنا يسخر منهم او يتابع نضالاهم بنوع من اللامبالاة وكأنهم وطن لوحدة ولا علاقة لنا بهم ،ولم يظن احد انهم قد خذلتهم القيادة وظروف المعركة واننا بذلك فقدنا سياجنا المنيع وجعلونا في مواجهة مباشرة مع المشروع الايراني الخبيث الذي اسقط صنعاء ونحن في ذروة خلافاتنا ومناكفاتنا واستهانتنا بعدونا ، بل تسابق بعضنا على استقطابه نكاية بالطرف الآخر..
وكان كذلك عندما قاتلت دماج وكتاف وحوث وعمران وهمدان ، ولكن عندما تفرجنا عليهم ، وارتخت قبضاتهم تعباً ويأساً وبيعاً وخذلانا سقطت صنعاء ومابعد صنعاء.
واليوم عشرات الالوف من الأسود الكاسرة في المتارس والخنادق تقاتل في الميدان في مارب والجوف وتعز وصعدة ولحج والضالع،وهم الأكرم منا جميعا وهم ينتمون لكل شبر في اليمن فوالله لأن سلموا او ستسلموا لندم من عايرهم ندما شديدا ولعلم انه كان بأمان وخير بفضلهم بعد الله، بينما هو في عدن وحضرموت وعدن وابين وشبوة مرتاح يمارس حياته طبيعيا وهو واولاده وماله في خير او قد يكون خارج اليمن مغترب او مشرد او يعلم الله في اي مكان هو يسيئ لهم او يطعن في شرفهم ويصفهم بأوسخ واقذر الألفاظ .
من يعرف قيمة رجال الميدان لايمكن ان يسيئ لهم ابدا ، لكن بعضهم تربى على الخساسة واللؤم والانحطاط ،وتجري العنصرية والنفس المناطقي المدمر للنسيج المجتمعي في عروقه كالدماء، تربى عليها وعاش عليها سواء قبل الوحدة عندما كان يمارسها على بعض على اخوته أوالقبائل المجاورة له او المحافظات التي يريد اليوم ان يزايد باسمها ، هو فقط يريد سبب لينفث سمومة ويغرقنا بقذارته النتنة العفنة التي لا يستطع ان يتنفس الا في بيئتها فيجد لها مرعى يقتات منه.
اليمن أكبر منكم ومن مشاريعكم النزقة المسمومة وهي تتسع للجميع والخير كل الخير في بقائنا متحدين مع يمن اتحادي بأقاليم ، لكن لايوجد خير مع وجود الشمال بالنفس العنصري في الشمال وللا في النفس المناطقي في الجنوب فكلاهما يحمل بذرة فنائهما وسبب من اسباب بقاء اليمن في دوامة صراع لا ينتهي.
يجب على كل اليمنيين ان يرفعوا اصواتهم بلا خجل ولا حياء لمقاومة تلك المشاريع البغيضة بكل جرأة وقوة وشجاعة..