الخميس 6 فبراير 2025 11:43 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هكذا سيشتغل الحوثي كل من السعودية والشرعية ضربتان في تعز ومارب

الإثنين 24 أبريل 2023 10:36 مـ 4 شوال 1444 هـ
عبدالقادر الجنيد
عبدالقادر الجنيد

كل يوم يحدث شيئ جديد في اليمن.
وكل يوم نحتاج أن نضع فيه هذا الشيئ داخل السياق، وألا نتركه وحيدا يبدو فيه بأن لا علاقة بينه وبين بقية الأشياء.

تلقينا- يوم أمس- ضربتين حوثيتين "صغيرتين" موجعتين، سيتم بلعهن والتغاضي عنهن، حسب العادة.
ونحن سنحاول أن نوضح موقع الضربتين "الصغيرتين" من المواقف الرسمية ومن السياق العام.

موقف الشرعية الرسمي:
*
رسميا- من جانب الشرعية- هناك ترحيب بالسلام ولكن بشرط أن يكون سلام شامل قائم على المرجعيات والدستور والعدالة والمساواة بين جميع اليمنيين.
كلام معقول وكلام جميل، لكن الشرعية لم تقم بما يجب لخدمة هذه الأهداف الجليلة.

الرئيس اليمني رشاد العليمي، شكر "الجهود السعودية المخلصة" من أجل دفع الميليشيات الحوثية نحو تجديد الهدنة، ووقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

لا يوجد يمني واحد، سواء من التابعين للحوثيين أو من جمهور الشرعية، يصدق أو يعتقد أنه ستكون هناك مفاوضات شاملة ينتج عنها حل سلمي للصراع في اليمن.

كم نتمنى لو استطعنا التوضيح لفخامة الأخ الرئيس اليمني رشاد العليمي، أن اليمنيين لم يعودوا يعيرون هذه الكلمات أي اهتمام ويتمنون لو أن تحل الأعمال محل الكلمات.

موقف السعودية الرسمي
*

٢- رسميا- من جانب السعودية- هناك تصميم على أن الحرب قد انتهت وأنهم مستعدون لتقديم التنازلات من أجل "الإنسانية" و "السلام".

السعودية، أخذت المبادرة بسياسة الصدمة وأرسلت السفير محمد آل جابر إلى صنعاء ليقوم بمهمة يعتبرونها تاريخية وبحسب قولهم أن الغرض منها:
"إقناع الحوثيين بخريطة طريق تبدأ من تثبيت وقف النار، وتجديد الهدنة، وتوسيعها لتشمل دفع رواتب موظفي القطاع العام في كافة المناطق، وصولا إلى إطلاق مسار تفاوضي يفضي في نهايته إلى سلام مستدام".

كم نتمنى لو استطعنا التوضيح لأشقائنا السعوديين بأن شيئا من هذا لن يحدث.
وأن المملكة يجب أن تنتبه بأنها تسير بنا إلى طريق يؤدي إلى الندامة والضياع بالنسبة لنا الذين وافقنا على مجيئها وبالنسبة لبلاد اليمن.
أما ما سيحدث بالنسبة للسعودية في نهاية هذا الطريق، فهي أعلم وأخبر وأدرى بمصلحتها.

موقف الحوثي الرسمي
*

الحوثيون والإيرانيون، يبدون شراسة وعناد ويسجلون نقاط ترجيح وفوز بغرض تحطيم فكرة المرجعيات والدستور والمساواة.
بل ويزيد الحوثي بإعلاء أفكار مضادة تماما للمساواة والعدالة بترسيخ الاستعلاء السلالي والاصطفاء الإلٓهي لشخصه ولأسرته والميزات المناطقية لأتباعه.

رسميا- بحسب الرطانة الحوثية- هناك "توقيف للحرب" بلا "هدنة" و "لا وقف إطلاق نار" و "لا سلام".

استطاع الحوثي، فرض وجهة نظره على السعودية والشرعية بفصل القضايا "الإنسانية" والإقتصادية" عن المسائل "الأمنية" و "العسكرية".

هذه هي مكاسب الضربة الحوثية من عزل "الإنسانية" و "الاقتصادية":
*
١- تحت عناوين المسائل "الإنسانية" و "الاقتصادية"، ينتزع الحوثيون مكاسب مادية ومالية واقتصادية كبرى.

٢- تقديم التنازلات بدون مقابل، يُمَكن الحوثي من تنقيص هيبة الرئيس اليمني والسفير السعودي والنظام السعودي والقيادة السعودية والدور السعودي سواء في اليمن أو في كل المنطقة.
التنازلات من جانب واحد هي إهانات.
الإهانات تقلل الهيبة والإعزاز والإعتزاز والكرامة.
فقدان الكرامة هي أول خطوة نحو الهزيمة.

٣- وبهذا سيجرد الحوثي المجلس الرئاسي اليمني من ثقة الشعب اليمني بجدارته وجدوى الاعتماد على صداقة السعودية.

٤- وفي نفس الوقت، يعزز الحوثي من هيبته وقدرته على التلاعب بالسعوديين بخطوات وحركات ومشاهد صغيرة متتالية متتابعة، تنتهي بترويض السعوديين تماما واستسلامهم بالإذعان لكل الشروط والطلبات الحوثية.

٥- والأخطر من كل هذه الخسائر، هو تعزيز الحوثيين لهيبتهم وسطوتهم بين اليمنيين وترسيخ مفهوم عدم جدوى مقاومة العنصرية الحوثية وعدم جدوى التعلق بمفهوم الشرعية وعدم جدوى الاعتماد على المجلس الرئاسي والسعودية.

٦- سيكون فوزا حوثيا بالنقاط على السعوديين وليس بالضربة القاضية.

**
ثانيا: نموذج "سمبل" حوثي يوم أمس
**

١- في تعز، يوم أمس، قصف الحوثيون منزلا في قرية "المجش الأعلى" بعزلة العواشقة في مديرية موزع.
وقتلوا الطفلة نجوى حسان والمرأة مريم الحبيشي وشقيقها محمد وأصيب ٩ مواطنين.

٢- في مارب، يوم أمس، فجر الحوثيين ٣ منازل لسكان معارضين للانقلاب في قرية "الزور" في صرواح.

وهذه الضربات المتناثرة الصغيرة- في الحقيقة- لا تتوقف وهي متتابعة طوال السنة الماضية سواء في الفترات التي كانت تحت إسم هدنة أو بلا هدنة

ضربات، صغيرة متتالية.
ضربات، تستهين بأهميتها الشرعية والسعودية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
ضربات، تجعل الشرعية العاجزة والسعودية المنسحبة من اليمن بلا حول ولا قوة.
ضربات، تبلعها الشرعية والسعودية تحت الطنطنة بشعارات جوفاء عن مبادئ سامية أعلى وهي "السلام".
ضربات، تؤلم اليمنيين وتشعرهم بعجزهم.
ضربات، تهين مكانة الشرعية والسعودية.
ضربات، تفقد الثقة بدور الشرعية والسعودية.
ضربات، تؤدي إلى الاستسلام للحوثي.

**
ثالثا: نحن لا يعجبنا ما يحدث
**

الشرعية والسعودية، تسيران في طريق ستتلقيان خلاله ضربات حوثية صغيرة مؤلمة متتالية متتابعة.

الشرعية والسعودية، تسيران في طريق ستقدمان فيه للحركة الحوثية تنازلات ومكاسب متتالية متتابعة.

الشرعية والسعودية، تسيران في طريق ستجدان في نهايته أن الحوثي قد فاز عليهم بالنقاط.

ونحن سنضيع.

عبدالقادر الجنيد
٢٤ ابريل ٢٠٢٣