لحظة وهج تضيء العتمة وتوانس اليمني
![محمد عبداللطيف سند](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/22/09/18/239911.jpg)
سبتمبر الان أكثر قداسة من كل وقت مضى ثمة قداسة مضاعفة، تنبع من بؤس اللحظة... أنه ليس مجرد حدث غير مسار التاريخ، ومنح اليمني ذاته بكامل امتلائها.. انه أكثر، انه لحظة وهج تضيء هذه اللحظة المعتمة من مسيرتنا، همسة قادمة من اقاصي الزمن، ومن عتمة التاريخ، توانس اليمني، وتهمس، لتقول، مهما ضاق الخناق لابد من فرج، لابد أن تنهار قوى الطغيان، لابد أن يزئر اليمني ويمتشق حسامة في أوج أنهيارته، في اللحظة التي يظن الجميع أنه رضخ للمصير ورضي الهوان… تمسكوا بالأمل فحسب، ولكم في التاريخ عبره.
كل الافق مسدود، وأينما إلتفت لن تجد غير بقعة سوداء، وحياة كل مجاريها تنبض بالأختناق. ..
بأختصار كل شيء باعث لليأس ... الساسة، النخب، ودول الجوار، والعالم، والمجتمع.. كلها بواعث للقنوط.
وفي مثل هذه اللحظة القاتمة، تموت امال الجموع، وتموت أي إرادة في التغيير.. تدخل الامة في حالة "موت سريري،" نبضها يجري ولكنها لاتتحرك.. حياة معطله، دون حراك، أو إرادة، دون حتى تطلع وحلم بواقع وأفق أخر...
ومن هناء تأتي ضرورة إستحضار شريط التاريخ.
وننظر الانسان بأقصى انهياراته، ينفجر، ويفك مجاري النور لتعيد التدفق…
وكرسالة أخيرة للناس، وللكهنوت:
للتاريخ كلمته التي لم يقلها، ولكل طويل طرف..
يقال أن الاسباب التي أدت إلى أنهيار رومانيا هي ذاتها أسباب نهوضها.. ، وهذا ليس تعويل على عامل خفي،
أو حقيقة يمكن أن تثبط دوافع الانسان للفعل، والترتيب،..
كما أن الترتيب لا يتنافى مع حتميات التاريخ… لكننا نحتاج التذكير بهذه القوانين الكونية الصارمة في ظل تغلغل روح اليأس إلى بؤرة الامل في روح الجموع.. ...
أن يكون للتاريخ حتميات لايعني أن نقف، نرضخ مكاننا، و ننتظر كلمته، بل يجب أن نعلم أن الفعل البشري هو المحرك الاساسي لكل التغيرات على إمتداد التاريخ، وأن الحتميات ليست سوى إستثناء لايتنافى مع القاعدة.. مصير الانسان يمكن أن يكون بيده، اذا ما ثابر و اخلص..
لكن مصير الدول شيء أكثر تعقيد، عوامل متعدده، إنها خليط يمتزج فيها كل شيء، ولايمكن لمستقرِاء مهما بلغت عبقريته أن يصدح بالحقيقة الأخيرة والنهائية.
لكأن القوانين الكونية، أصلب الثوابت الوجودية، تغدو حالة صيرورة تتزايد ولاتقل في حال الحديث عن الدول...
* سنصحوا ذات يوم، بروح أخرى، بروح ثأر يحمل معولة، غاضبًا، وزاهد بالحياة، وكل شيء، لأجل كرامته.