وهل بعد نصر الحق إلا نصر آخر؟ وهل بعد انبلاج الفجر إلا شروق يعمّ الأرض نورًا وهيبة؟

▫️السودان اليوم يسطر سطور المجد، جيشه يجتاح الخرطوم كما تجتاح الرياح العاتية سدود الطغيان، وكما ينقضّ الصقر على فريسته، لا يرده شيء، ولا يقف في طريقه باطل. حكم دقلو يتهاوى كصرح من رمل ضربته العواصف، وساحات الخرطوم تشهد ميلاد عهد جديد، عهد لا مكان فيه لمن تآمر على وطنه، ولا موطئ قدم لمن باع نفسه للغرباء.
وكذلك اليمن، وهكذا صنعاء!
▫️اليمن، أرض العزة والإباء، مهد الحضارة، مقبرة الغزاة، اليوم يحفر رجاله الأحرار سطورًا جديدة في كتاب الخلود. صنعاء التي تنام على جراحها تستيقظ، كلبؤة كانت محاصرةً بين أنياب الذئاب، فإذا بها تزمجر، تخلع قيودها، تهصر المعتدين هصرًا، وتثأر لكل قطرة دم سالت ظلمًا وعدوانًا.
▫️جيش اليمن العظيم! أيا أبناء الأرض التي سجد لها التاريخ، وأبناء القبائل التي لا تُغلب، أيا رجالًا لا تهن لهم راية، ولا يخفت لهم صدى، تزحفون اليوم كالسيل الجارف، يسبقكم برقٌ من حديد، ويرعد فوق رؤوس أعدائكم قصفٌ يعيدهم إلى ظلمات التاريخ. جيشٌ يكتب حروف النصر بمداد النار، ويشقّ طريقه نحو صنعاء كما يشق البرق حجاب السماء.
▫️ورئيس اليمن العظيم، رشاد العليمي! رجلٌ استقى الحكمة من علي عبد الله صالح، فكان درعه الأمين، واستنار برؤية عبدربه منصور هادي، فكان عقله المستشار، رجلٌ لم تلن له قناة، ولم تخضع له هامةٌ إلا لرب العالمين، مضى في درب الوطنية فأثار سخط إيران وأذنابها، وها هو اليوم، في زمنه، تُفتح أبواب صنعاء السبعة كما تُفتح أبواب الجنة للصالحين!
وأما البعض فيختزلون المشهد اليمني في زوايا ضيقة، متجاهلين عمقه ومتغيراته.
الرئيس العليمي يخاطب الجميع بوضوح، قائلًا: اليمنيون مستعدون لتحرير أرضهم، واستعادة دولتهم، لكن النصر لا يُصنع ولا يستدام في عزلة عن جميع الشركاء في الداخل والخارج.
فالسوريون لم يدخلوا دمشق إلا بعد عقد من العقوبات التي استنزفت نظام الأسد، ومع ذلك، لا قائد في التاريخ يؤجل كتابة المجد حين تحين لحظته، بل يمضي إليها، واضعًا نصب عينيه أن النصر الأجمل، هو ذاك الذي يتحقق بأقل التكاليف الإنسانية.
و أما النصر القريب بإذن الله، فله سندٌ لا ينكسر، وركيزة لا تميل: المملكة العربية السعودية!
▫️يا بلاد الحرمين، يا أرض النور، يا أمّ العروبة التي يلوذ بها المظلوم، يا مضراب النصر ومعقل العزّ! ملكك سلمان، وولي عهدك محمد، خير سندٍ للأشقاء، جبلان لا تهزهما رياح الفتن، ويدان تمتدان بالعطاء والنصر لكل عربي أصيل. تحت راية السعودية، تجتمع كلمة الحق، ومنها ينطلق مدد النصر، فهي القلعة، وهي السيف، وهي الدرع الحصين لكل من استجار بها.
الله أكبر، والنصر لليمن كما كان للسودان، وكما سيكون لكل أرض عانت ظلم الطغاة!