رحلة أخرى إلى عصر قريش!
![عبدالوهاب طواف](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/22/07/26/236005.jpg)
من المُسلمات التي لا شك فيها ولا ريب، أن الشيعة أضافوا لعلي بن أبي طالب صفات ومواقف وبطولات وخوارق ومقولات وحِكم، مالم تكن فيه أو لديه، ومالم يدعيها الرجل نفسه قبل مقتله، وأنكروا على أبوبكر وعُمر وعثمان ما كان فيهم من صفات، وما كان لهم من مواقف بطولية مع النبي والدولة، وذلك لأهداف سياسية وطائفية ومذهبية، وحرصًا من علماء ومفكري الأمة الإسلامية على وحدة الصف، وبسبب العاطفة الدينية الزائدة، ولعدم جدوى الخوض في قضايا ولت وانتهت، سكتوا عن تلك التلفيقات وعن افتراءات كثيرة؛ طالت حتى النبي وزوجاته، ومست جوهر الدين، حتى أعتقد غلاة الشيعة أنهم على حق، فتمادوا حتى صنعوا لهم دين جديد، تحت يافطة الإسلام، نبيهم فيه علي، وقرآنهم مقولات الولاية والغدير، وتقديس آل البيت وعائلة علي، وأكاذيب كثيرة الصقوها بالنبي.
بل ووصل بهم الحال لتزوير أحاديث عن النبي، بنعت خصومهم بصفات يستحي حتى السفيه من نطقها. فكانت نتيجة السكوت عن تلك المزاعم والافتراءات أن تسببت في صراعات دموية مستمرة، طالت الأمة الإسلامية، أبطالها من يُسمون أنفسهم بالآل واحفاد علي، ووقفوا ضد تطور الدولة في الجزيرة العربية، وازدهارها واستقرارها، بمبررات عنصرية، أن السلطة لهم لا شريك لهم.
وعلى كلًا تلك أُمم قد خلت، ورحلت، وأقاويل ومزاعم لن تزيد علي فضلًا ولن تأخذ من الخلفاء الثلاثة أجرا، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة جميعًا، ولا شأن لنا بهم اليوم.
ما يهمنا اليوم فقط هو القرآن والتمسك بقيم ومبادئ الإسلام العادلة، وليس الدخول في تفاصيل حياة الصحابة، فالله قدم لنا دين، ولم يطلب من عباده أن يتعبدوا صحابة النبي، أو أن يدخلوا في معارك حربية أو فكرية، حول من كان أحق بالسلطة بعد وفاة النبي.
ومن يحاول نبش ماضي الصحابة وخلافات بني هاشم وبني أمية، هو يسعى متعمدًا لسرقة حاضرنا، ونهب مستقبل أولادنا، والواجب علينا طي صفحة ذلك الزمان والمكان من حياتنا اليوم، والتفرغ لاستعادة دولتنا من مليشيات متطرفة؛ تتخذ من الماضي وقودًا لسرقة دولتنا، والعبث بحاضرنا.