الخميس 6 فبراير 2025 09:27 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

تمت الاطاحة ببوتين!

الأحد 3 يوليو 2022 06:27 مـ 4 ذو الحجة 1443 هـ
علي المقري
علي المقري

هكذا يصرخ فاسيلي بيتروفيتش في مسلسل "خادم الشعب" كلّما وجد مجلس النواب يعج بضجيج أو معارك، فيصمت الجميع من هول الخبر الذي سمعوه!
إذا ما وجد أي صخب أو اشتباك آخر فليس لديه سوى هذه العبارة: تمت الإطاحة ببوتين! ليتدارك ويقول إن الأمر مزحة.
و"خادم الشعب" الذي أنتجه وقام بدور الرئيس فيه فولوديمير زيلينسكي الذي أصبح رئيساً لأوكرانيا بدا وكأنه المشروع الانتخابي الذي أوصل هذا الممثل للسلطة في21 أبريل 2019، فهو يحكي قصة أستاذ تاريخ عبّر عن غضبه لما يجري من فساد في بلده في جلسة خاصة فقام أحد طلابه بتسجيله دون أن يدري لينتشر التسجيل بشكل كبير في اليوتيوب ويصبح إثره مطالباً بالترشح للرئاسة.
يعكس المسلسل الذي أنتج في ثلاثة مواسم 2015-2019 حساسية العلاقة بين روسيا وأوكرانيا ولهذا نجد اسم بوتين يتردد كثيراً ومثله إشكالية الأقليات وسيطرتهم على مصير أوكرانيا. "لا تحدّثني بلغة بوتين" تقول الفتاة الشابة لأبيها.
هناك من يصف الشخص الذي لا يدفع الضرائب بالمتطرف القومي الروسي،
وأخت الرئيس حين تطلب أن يعينوها سفيرة في بلد ما يقترحون لها روسيا، فتقول أحتاج عملا وليس منفى! ولا خوف من عودة نيزك شارد "إلى أي مكان حتى إلى الكرملين"! كما هناك ذكر للجورجيين "الذين يتواجدون في كل مكان".
تقول شخصية تاريخية روسية متخيلة للرئيس الأوكراني/الممثل: سوف نحرّركم! فيرد عليها: لا، نحن ذاهبون إلى أوروبا!
المسلسل الكوميدي، وإن تخللته بعض التفاصيل المملة، يفضح أساليب مافيا الفساد التي تسيطر على مفاصل السلطة وكيف يتم التلاعب بمشاعر الناس وبإرادتهم من قبل أشخاص يتوارثون المناصب الوزارية، بل والأراضي والخدم!
وهو فساد يصل إلى ذروته مع انهيار الدولة التي أراد لها رئيسها أن تكون في أوج ازدهارها فتتفكك، حسب تخيل المسلسل ( في الفترة من 2019 - 2023) إلى 28 جمهورية ومملكة وإمارة يتنازعها الأشخاص، أنفسهم، الذين كانوا يديرون أوكرانيا.
وهكذا، بعد احتجاجات شعبية يعود الرئيس المنتخب ليصبح همّه كيف يتم إعادة أوكرانيا الموحدة! وهو ما يصبح درساً لأستاذ تاريخ آخر في زمن مستقبلي.
لنرجع إلى اليمن!
ماذا عنها؟