الثلاثاء 22 أبريل 2025 08:49 مـ 24 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

عبدالله الهدلق

الموقف الإسرائيلي من الأزمة الخليجية العربية

الخميس 6 يوليو 2017 06:40 صـ 12 شوال 1438 هـ
عبدالله الهدلق
عبدالله الهدلق

عبدالله الهدلق

اختارت إسرائيل موقفاً حيالَ الأزمة الخليجية العربيةِ الطارئةِ مؤيداً للجانب المناوئ لدولة قطر، على الرغم من أنَّ السياسة الخارجية الإسرائيلية تحرص على كسب ود كل الأطراف المتنازعة ، وأشارت الصحيفة اليومية الإسرائيلية التي تصدر باللغة الإنجليزية (جيروزاليم پوست) في تناولها للموقف الإسرائيلي من خلاف بعض دول الخليج العربي ومصر مع دولة قطر إلى أنَّه لم تكد تصدر قرارات من ثلاث من دول الخليج العربي (المملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة ، ومملكة البحرين) بالإضافةِ إلى جمهورية مصر العربية بقطع علاقاتها مع دولة قطر حتى ظهرت ردود الفعل الإسرائيلية بالترحيب العلني بهذه الخطوة، باعتبارها تغييرًا مهمًا وإيجابياً طرأ على طريقة تعامل دول المنطقة مع إسرائيل ،

وأعلن أكثر من مسؤول إسرائيلي - والكلام للصحيفة - أن القرارات المقاطعة لقطر تعني أن هذه الدول باتت تعتبر دولة إسرائيل صديقةً وشريكةً وليست عدوة في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية العالمية والإرهاب الفارسي الإيراني ، وتفتح الباب لزيادة فرص التعاون مع الدول العربية .
وتمضي الصحيفة إلى القول بأنَّ ردود الفعل الإسرائيلية تجاه الخطوة الخليجية العربية ضد قطر تُعطي للمُتأمِّلِ إيحاء بأن إسرائيل تعتبر تلك الخطوة توجهاً جديداً يُرسم فـي الشرق الأوسط لتحويل عداء كثيرٍ من العواصم العربية لدولةِ إسرائيل إلى صداقةٍ وشراكةٍ ويعزز ذلك تبني دولة إسرائيل لرواية هذه الدول وتفسيرها بأنها مؤشر على أن هذه الدول باتت تدرك أن الخطر الحقيقي في المنطقة ليس إسرائيل وإنما الإرهاب الفارسي الإيراني وهو ما يعزز إمكانيات التعاون الإسرائيلي مع هذه الدول لمحاربة النظام الفارسي الإيراني الداعم والممول للتنظيمات الإرهابية العالمية ، ولا سيَّما أن من الاشتراطات التي تعلنها هذه الدول للتراجع عن قطع العلاقات مع قطر توقف الدوحة عن دعم واحتضان حركة (حماس) الإرهابية الموالية لإيران ، والتنظيم الماسوني لجماعة (الإخوان) .

ولعل ما يفسر الترحيب الإسرائيلي بالخطوة الخليجية العربية ضد قطر - والكلام لا يزال للصحيفة - هو ما يتردد في تل أبيب من أن تلك الخطوة ستؤدي إلى تغيير التوازن في الشرق الأوسط، في ظل الضغوط التي تمارسها دولة إسرائيل وبعض دول الخليج العربي مجتمعة على الإدارة الأمريكية لحسم موقفها ضد دعم قطر لـ (حماس) و (الإخوان) والتنظيمات الإرهابية الأخرى ، ففي الوقت الذي تضغط فيه العواصم المجاورة للدوحة على واشنطن بورقة الاستثمارات الضخمة التي تعهدت بها مؤخرا للرئيس الأمريكي (ترامب) للسير على خطاها واتخاذ منحى عدائيٍّ تجاه قطر ، فإن تل أبيب تضغط عبر جماعات الضغط اليهودية في واشنطن والمستشارين اليهود المحيطين بترامب لممارسة المزيد من الضغط على الدوحة للتخلي عن دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية .

وتمضي الصحيفة قائلةً [كل ذلك يجعل إسرائيل تخرج رابحة من هذه الأزمة عبر توثيق عرى التعاون والتحالف مع الدول التي قاطعت قطر، وإبراز القواسم المشتركة بينها، ولذلك لم تتباطأ الأوساط الإسرائيلية في الحديث عما رأته مكاسب من القرارات المقاطعة لقطر، معتبرة إياها تصب في خانة الأرباح والإنجازات ، ولعل أول المكاسب الإسرائيلية من التصعيد ضد قطر يتمثل في تضرر حركة حماس التي تستضيف قطر قيادتها السياسية ، وهو ما يشكل لإسرائيل مصدر قلق وإزعاج، خاصة أن قطر مثلت لإرهاب (حماس) و (الإخوان) خلال السنوات الماضية والرئة الكبرى والأهم في تقديم المساعدات المالية والاقتصادية والسياسية لهم ، كما سعت الدوحة لإبرام مصالحات عديدة بين الفرقاء الفلسطينيين، وكانت وما زالت محل اتفاق إلى حد كبير بينهم، وكل هذه معطيات ومؤشرات تجعل قطر عقبة أمام استمرار الحصار الإسرائيلي لـ (حماس) في غزة ] .

وهكذا تبدو دول الخليج العربي بعيونٍ إسرائيلية لتؤكد أن الإرهاب العالمي والدول الداعمة والممولة والمسلِّحة له وعلى رأسها إيران ، والتنظيمات الإرهابية الشرسة مثل (حماس) و (الإخوان) تبقى عدواً مشتركاً يستوجب التعاون الخليجي العربي الإسرائيلي العالمي للتصدي له ومجابهته .