• الرئيسية
• مقالات

أنا – لمن لم يحالفه الحظ في معرفتي جيداً بعد- شخص طمّاع جداً ، أجل وما الغريب في ذلك ؟ ، أناااا شخصّ يمتلك في مخزونة ما يكفي من الشجاعة ليعترف لكم بأنه طماع ، وبسبب تأثري بهذه الخصلة الرديئة أو لأسباب أخرى لا أعرفها الان أنوي استعمار منزل شيخ قريتنا الطيب أبو صالح ، ربما لأن الرجل ليس طيباً ولا صالحاً أصلا أو لأنه لا يروقني بتاتاً ، أو لأنه صار طاعناً في السن وحان أوان رحيله إلى دار البقاء التي هي خير له من هذه الدار وأجمل ، أو ربما لأني أشعر أن البيت العريق نفسه مفصل على مقاس أحلامي بالتمام ، أو لأي سبب كان ،، لا يهم المهم هو أني سآخذ بطبيعة المقال هراوتي وأنطلق بلا إبطاء إلى بيت شيخنا أبو صالح ، ثم بحركة سريعة فيها كثير من المباغتة والإتقان سأختبر صلابة رأسه وسرعة بديهته- بهراوتي طبعاً ، وأخيراً سأتربع بهدوء على كرسيّه الفاخر بينما أنظر إلى روعة السماء خلال نافذته الواسعة وأنا أحلم بغد جميل وشمس مشرقة .

لكن ماذا إن كنت أنا للأسف شخص مسكين وغير طماع من الأساس –واسألوا عني من أردتم- وحدث أنه جاء أبو صالح بنفسه وهراوته إلى منزلي ثم جرب هو مدى صلابة رأسي وسرعة بديهتي ثم طردني منه نحو الجبال المجاورة وأخيراً قتلني وسحبني ميتاً إلى منزلي ثم صاح من نافذتي مستغيثا بالإعلام والناس جميعاً لإغاثته مني قبل فوات الأوان أنا الملطوح على الأرضية الملطخ بدمائي ، مدعياً أني شخص عنصري وبشع وأني جئت بلا خجل كي أحطم منزله المديد وثورته وعراقته.