الأربعاء 16 أبريل 2025 01:17 صـ 18 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

ذكاء اصطناعي يعيد منارة نيرون بتركيا للحياة بعد 2000 عام

الإثنين 14 أبريل 2025 05:13 مـ 16 شوال 1446 هـ
منارة نيرون التاريخية
منارة نيرون التاريخية

في خطوة غير مسبوقة جمعت بين عبق التاريخ وتكنولوجيا العصر، أعلنت تركيا عن انتهاء مشروع ترميم منارة نيرون الأثرية الواقعة في مدينة باتارا ضمن قضاء كاش بولاية أنطاليا. يعود تاريخ بناء هذه المنارة إلى عهد الإمبراطور الروماني نيرون، وقد ظلت مدمرة لما يقرب من خمسة قرون بعد أن أطاح بها زلزال قوي ضرب المنطقة في عام 1481 ميلادي.

خمس سنوات من العمل والتكنولوجيا لإحياء الماضي

بدأت عملية الترميم في عام 2020 واستمرت حتى مطلع 2025، حيث خضعت المنارة لعملية إعادة بناء دقيقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة. ساهمت هذه التكنولوجيا في تحديد موقع وترتيب 2500 قطعة حجرية أصلية كانت قد اكتُشفت في موقع البناء قبل سنوات، وهو ما ساعد في إعادة تجميع 80% من البنية الأصلية للمنارة، التي يبلغ ارتفاعها نحو 26.5 متراً.

الاكتشاف الذي مهّد للعودة

تم العثور على المنارة للمرة الأولى عام 2000، حين اكتشف علماء آثار مئات الحجارة المنقوشة وسط بقايا المدينة الأثرية، والتي كانت يوماً عاصمة اتحاد "ليكيا" الذي ضم 23 مدينة في العصر الروماني. بمساعدة الذكاء الاصطناعي والخبرات الأثرية من جامعة أكدنيز، أمكن تحديد المواضع الدقيقة لكل حجر تقريباً، فيما تم استكمال النقص بنسبة 20% من الحجارة الجديدة المطابقة للأصل.

تقنيات حديثة تكشف أسرار نقشها

كشفت النقوش المحفورة على الحجارة المعاد تركيبها معلومات تاريخية قيّمة، حيث توثق هذه النقوش توقيت بناء المنارة والجهة المسؤولة عنها، مما عزز من فهم الباحثين للدور الذي لعبته مدينة باتارا في العصر الروماني، وعمق ارتباطها بالمشاريع المعمارية للإمبراطور نيرون.

تكنولوجيا تعيد كتابة التاريخ

هذا المشروع ليس فقط ترميمًا لمعْلم أثري بل تجربة رائدة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لخدمة التراث الإنساني. فقد نجحت تركيا من خلال دمج التقنية بالعلم الأثري في إعادة إحياء معلم نادر ظل منسيًا لقرون، ليعود اليوم مزاراً تاريخياً ينبض بالحياة ويشهد على عظمة الحضارات القديمة.