الإثنين 14 أبريل 2025 08:51 صـ 16 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا.. هل تؤثر الأزمة على الاقتصاد العالمي

السبت 12 أبريل 2025 05:01 مـ 14 شوال 1446 هـ
الصراع التجاري بين الصين وأمريكا
الصراع التجاري بين الصين وأمريكا

في تصعيد مفاجئ وغير متوقع، أعلنت الصين عن فرض رسوم جمركية جديدة على السلع الأمريكية الواردة إلى أراضيها، بنسبة تصل إلى 48%. هذه الخطوة تأتي كرد فعل على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على المنتجات الصينية، في إطار الحرب التجارية التي دخلت مراحل أكثر سخونة في الأشهر الأخيرة. وفي ظل هذه التطورات، يصبح السؤال الأكبر: كيف ستؤثر هذه الإجراءات على الاقتصاد العالمي؟ وهل سيكون لها تأثير طويل الأمد على الأسواق؟

القرار الصيني: رد انتقامي وتهديد مباشر للاقتصاد الأمريكي

يبدو أن الصين قد اختارت التصعيد بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جمارك بنسبة 34% على السلع الصينية في 10 أبريل. وتعتبر هذه الخطوة الصينية انتقاماً مباشراً من الإجراءات الأمريكية، حيث تبدأ الصين تنفيذ رسومها الجديدة بشكل فوري، وهو ما يرفع إجمالي الرسوم المقررة هذا العام إلى أكثر من 104%. وهذا التصعيد المتبادل يثير القلق بشأن الأضرار التي قد تلحق بالاقتصادات الكبرى، ويجعل العالم على شفا أزمة اقتصادية.

التداعيات الاقتصادية: أسواق الأسهم تهتز في جميع أنحاء العالم

رداً على هذه الإجراءات، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تراجعاً حاداً بنسبة 1.7% في العقود الآجلة، بينما انخفضت أسواق الأسهم الأوروبية بنسبة تتجاوز 4%. وأدى التصعيد إلى انهيار أسواق الأسهم الناشئة، التي سجلت أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام. كما انخفض مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بأكثر من 1%، ما أدى إلى فقدان 1.7 تريليون دولار من قيمته في أسبوع واحد فقط. هذه التطورات تشير إلى أن التصعيد التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم بدأ يؤثر بشكل واضح على الأسواق العالمية.

الخطوة الصينية التالية: اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية

في خطوة أخرى قد تزيد من تعقيد الأمور، أعلنت الصين عن نيتها رفع دعوى قضائية ضد أمريكا أمام منظمة التجارة العالمية، بسبب قائمة الشركات الأمريكية التي تم إدراجها ضمن "الكيانات غير الموثوقة" وأخرى وضعت تحت قيود تصديرية. هذا التصعيد القانوني قد يطيل من أمد النزاع ويزيد من التوترات بين البلدين، مما يهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية.

هل سيؤدي التصعيد إلى أزمة اقتصادية عالمية؟

رغم رد الفعل الغاضب من الصين ضد الإجراءات الأمريكية، إلا أن بكين تركت الباب مفتوحاً للحوار. وفي الوقت نفسه، لا تزال الولايات المتحدة تتخبط بين مواقف متناقضة بشأن سياسة ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية. ومن المتوقع أن تظل التوترات بين البلدين قائمة، خاصة مع استمرار الجمود حول دور الصين في تدفق مادة الفنتانيل إلى أمريكا، وهي إحدى القضايا التي استند إليها ترامب في فرض الرسوم الجمركية. ومع هذا التصعيد، يبدو أن العالم على أعتاب مرحلة صعبة قد تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي في المستقبل القريب.