ضغوط داخلية تهز طهران.. خامنئي يرضخ للتفاوض مع أمريكا لتفادي الانهيار

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير خاص، أن قرار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي باستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة لم يكن نابعاً من قناعة دبلوماسية، بل نتيجة لضغوط داخلية غير مسبوقة من كبار المسؤولين الإيرانيين. التحذيرات كانت حاسمة: استمرار الأزمة الاقتصادية، إلى جانب تهديدات أمريكية متكررة بعمل عسكري، قد يعجّل بسقوط النظام الإيراني، وهو ما أجبر خامنئي على الموافقة على الحوار، رغم تحفظاته التقليدية.
الانسحاب من الاتفاق... وعودة الضغوط القصوى
تعود جذور التوتر الحالي إلى عام 2018، عندما قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية. تبِع ذلك فرض عقوبات اقتصادية خانقة، ضمن حملة "أقصى الضغوط"، ما تسبب في انهيار العملة الإيرانية وتدهور الأوضاع المعيشية، وفاقم العزلة الدولية لطهران. هذه الإجراءات دفعت النظام الإيراني لإعادة التفكير في استراتيجيته النووية والسياسية.
تخصيب متسارع وسط تحذيرات دولية
ورداً على انسحاب واشنطن من الاتفاق، بدأت إيران خطوات متسارعة في تطوير برنامجها النووي، وأبرزها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي نسبة قريبة من المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي. هذا التصعيد الفني والعلمي أثار قلق القوى الغربية، التي رأت في ذلك تحوّلاً خطيراً، خاصة في ظل التصريحات الإيرانية التي تؤكد أن البرنامج مخصص لأغراض سلمية، بينما تظهر الوقائع أن التخصيب تجاوز بكثير حدود الاستخدام المدني.
أمريكا ترحب بحذر وطهران ترد بشروط
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أعلن أن واشنطن تأمل أن تقود هذه المحادثات إلى تهدئة الوضع الإقليمي. وقال في تصريحات إعلامية: "نحن واضحون تماماً، إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً، وهذا هو الأساس الذي بُني عليه هذا اللقاء". من جهتها، ردّت طهران على التصريحات الأمريكية بتأكيد أنها تمنح واشنطن "فرصة حقيقية" لإنجاح المفاوضات، لكنها أبدت استياءها مما وصفته بـ"الضجة السياسية" داخل العاصمة الأمريكية.
إسرائيل تترقب... والمنطقة على صفيح ساخن
من الجانب الآخر، تنظر إسرائيل – الحليف الوثيق للولايات المتحدة – إلى البرنامج النووي الإيراني باعتباره تهديداً وجودياً. وقد أعربت تل أبيب مراراً عن استعدادها لضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وبينما تتصاعد لغة التهديدات، تحبس المنطقة أنفاسها، ترقباً لمخرجات هذه المفاوضات الحساسة، التي قد تحدد مسار الاستقرار أو الانفجار في الشرق الأوسط.