الولايات المتحدة تستعد لشن عملية عسكرية برية ضد الحوثيين في اليمن

كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة تستعد لتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة النطاق تستهدف جماعة الحوثي في اليمن.
يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية بسبب التهديدات المستمرة التي تشكلها الجماعة المسلحة على حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر وعلى السفن التجارية الدولية.
التفاصيل الأولية للعملية العسكرية
وفقًا لما نشرته "سي إن إن"، فإن الاستعدادات الحالية تشير إلى أن العملية العسكرية ستشمل عدة محاور رئيسية. من المتوقع أن يتم تنفيذ العمليات البرية من الجنوب والشرق اليمني، بالإضافة إلى عمليات مكثفة على طول الساحل الغربي للبلاد.
وتهدف هذه الخطوة إلى ردع جماعة الحوثي وإجبارها على وقف هجماتها المستمرة ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، والتي باتت تمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الدولية.
مصادر دبلوماسية إقليمية أكدت أن هناك استعدادات جارية بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك دول الخليج العربي، لدعم العملية العسكرية من خلال تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي.
كما أشار محللون إلى أن العملية قد تتضمن استخدام قوات خاصة أمريكية إلى جانب ضربات جوية دقيقة وموجهة ضد مواقع الحوثيين.
أهداف العملية العسكرية
تسعى الولايات المتحدة من خلال هذه العملية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من أبرزها:
- ردع الحوثيين : وضع حد للهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي تستهدف المنشآت النفطية والسفن التجارية في المنطقة.
- حماية الملاحة البحرية : ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، الذي يُعتبر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية.
- إظهار القوة : إرسال رسالة واضحة إلى الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية بأن واشنطن لا تزال ملتزمة بتأمين المصالح الغربية في المنطقة.
- تقليص النفوذ الإيراني : حيث تعتبر واشنطن أن الحوثيين مدعومون من إيران، وبالتالي فإن استهدافهم يمثل ضربة غير مباشرة لطهران.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
أثارت هذه التطورات ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية. فبينما رحبت بعض الدول الخليجية بالخطوة الأمريكية باعتبارها ضرورة لمواجهة التهديدات الحوثية، أعربت أطراف أخرى عن قلقها من احتمال تصعيد الصراع في اليمن، مما قد يؤدي إلى زيادة المعاناة الإنسانية في البلاد.
وفي السياق ذاته، حذرت منظمات حقوقية من أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق قد تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، مشددة على أهمية اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتقليل الخسائر البشرية.
السياق التاريخي للأزمة
تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوترات بين الحوثيين والمجتمع الدولي، خاصة بعد الهجمات المتكررة التي شنتها الجماعة على السفن التجارية في البحر الأحمر باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وقد أدت هذه الهجمات إلى تعطيل حركة الشحن العالمي وزعزعة استقرار المنطقة.
ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء عام 2014، يواصل الحوثيون توسعهم العسكري وسيطرتهم على مناطق استراتيجية في اليمن، مستفيدين من الدعم الإيراني.
وقد أدى هذا الوضع إلى انخراط تحالف تقوده السعودية في الحرب ضد الحوثيين منذ عام 2015، دون تحقيق تقدم حاسم حتى الآن.
ماذا يعني هذا بالنسبة لليمن والمنطقة؟
إذا ما مضت الولايات المتحدة قدمًا في تنفيذ العملية العسكرية، فمن المحتمل أن تشهد المنطقة تصعيدًا كبيرًا في الأعمال العدائية.
ومن جهة أخرى، قد يؤدي هذا التدخل إلى إعادة تشكيل موازين القوى على الأرض، سواء من خلال الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم أو من خلال فتح الباب أمام مفاوضات سياسية جديدة.
ومع ذلك، فإن السؤال الذي يبقى مطروحًا هو: هل ستتمكن هذه العملية من تحقيق أهدافها دون الوقوع في فخ التصعيد المستدام؟ وما هي التداعيات المحتملة على الشعب اليمني الذي يعاني بالفعل من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم؟