الولايات المتحدة تخطط لعملية برية في اليمن.. أهداف وأبعاد الصراع الجديد
في خطوة تصعيدية في الصراع اليمني، أعلنت قناة "سي إن إن" الأمريكية أن الولايات المتحدة تستعد لشن عملية برية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وذلك في إطار محاولات لتأكيد السيطرة على المناطق الاستراتيجية في البلاد، خاصةً ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر. ومن المتوقع أن تتزامن هذه العملية مع دعم بحري من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مشاركة عسكرية من السعودية في الهجوم.
تفاصيل العملية: بداية من الجنوب إلى الحديدة
وفقاً للمصادر الدبلوماسية التي نقلت عنها "سي إن إن"، يتوقع أن تبدأ العملية البرية الأمريكية في جنوب وشرق اليمن. وتهدف الولايات المتحدة، بالتعاون مع القوات السعودية، إلى فرض السيطرة على ميناء الحديدة، الذي يعتبر نقطة استراتيجية حيوية في البحر الأحمر. هذا الميناء يشكل شريان حياة حيوي لليمن ويعد أحد الممرات الهامة للموارد الدولية. ويرجح المحللون أن العملية ستكون محدودة في نطاقها وستشارك فيها قوات خاصة أمريكية تُكلف بتحديد الأهداف وتوجيه الضربات الجوية.
مشاركة القوات الخاصة الأمريكية والدور السعودي في الهجوم
أشارت التقارير إلى أن القوات الأمريكية التي ستشارك في هذه العملية ستكون محدودة العدد، بحيث يتم تكليفها بمهام دقيقة مثل تحديد الأهداف للضربات الجوية. هذا بينما سيكون الدور السعودي أكثر مباشرة من خلال مشاركة برية على الأرض في مناطق حساسة بالجنوب والشرق اليمني. تأتي هذه التحركات في إطار دعم الولايات المتحدة للمصالح الأمريكية في المنطقة والحفاظ على استقرار طرق التجارة البحرية عبر البحر الأحمر.
التصعيد الأخير: من الضربات الجوية إلى الهجوم البري
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد أمر في منتصف مارس الماضي بشن ضربات جوية مكثفة ضد منشآت الحوثيين في اليمن. وكان الهدف الرئيسي لهذه الضربات هو حماية المصالح الأمريكية في المنطقة من أي تهديدات قد تمثلها جماعة الحوثيين، الذين ما فتئوا ينفذون هجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر. هذه الخطوات العسكرية تأتي في وقت حساس يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
ردود فعل الحوثيين: هجمات صاروخية وانتقام في البحر الأحمر
وفي رد فعل مباشر على الضربات الأمريكية، أعلنت جماعة الحوثي عن شن سلسلة من الهجمات على حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في البحر الأحمر. هذا التصعيد العسكري يشير إلى تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تقوم جماعة الحوثي بتنفيذ هجمات صاروخية وطائرات مسيرة ضد مواقع إسرائيلية وأخرى في البحر الأحمر. وقد أعلنا الحوثيون عن استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وهو ما يعد جزءاً من حملتهم لفرض حظر بحري، كجزء من دعمهم لقطاع غزة في مواجهة إسرائيل.
مستقبل الصراع في اليمن: هل ستؤدي العملية البرية إلى تغييرات استراتيجية؟
مع تصاعد العمليات العسكرية وتزايد تدخلات القوى الدولية في اليمن، يطرح الكثيرون تساؤلات حول تأثيرات العملية البرية الأمريكية القادمة. هل ستتمكن الولايات المتحدة من فرض استقرار في هذه المنطقة التي تشهد نزاعاً مستمراً منذ سنوات؟ وهل ستؤدي هذه الحملة إلى تصعيد إضافي في المنطقة، أم أن هناك حلولاً دبلوماسية قيد البحث؟