الخبير عسكري يوضح تفاصيل الغارة الأمريكية على الحوثيين: ”الأهداف كانت دقيقة والرسائل واضحة”

علّق الخبير العسكري البارز محمد عبدالله الكميم على الغارة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن، مقدمًا تحليلًا دقيقًا وشاملًا يجعل الصورة أكثر وضوحًا لمن لم يتبيّنوا بعد طبيعة الأحداث وأبعادها.
وأوضح الكميم أن عملية التحليل الدقيقة للصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية كشفت عن وجود شبكة معقدة من الأنفاق (المشار إليها بالخط الأزرق) في منطقة الفازة، والتي حولها الحوثيون إلى موقع عسكري محظور تمامًا على السكان المحليين.
تفاصيل الاستهداف: نقطة التجمع خارج الأنفاق
وفقًا للكميم، فإن نقطة التجمع (المحددة بالخط البنفسجي) التي استهدفتها الضربة الجوية كانت تقع خارج نطاق الأنفاق. وأوضح أن المقاتلين الحوثيين كانوا قد خرجوا من الأنفاق لتلقي تعليمات أو توجيهات في مكان مفتوح، وهو ما جعلهم هدفًا عسكريًا واضحًا.
وأشار إلى أن اختيار هذا الموقع للتجمع يعكس سوء تقدير إستراتيجي من قبل الحوثيين، حيث إن الأماكن المفتوحة وغير المحصنة ليست ملائمة لعقد اجتماعات عسكرية حساسة، خاصة في ظل التهديد المستمر بالضربات الجوية.
توقيت الضربة وحضور مسؤول كبير
أكد الكميم أن توقيت الضربة كان مدروسًا بعناية، حيث وقعت ليلًا قبيل العيد، مشيرًا إلى أن المعلومات تشير إلى وجود مسؤول حوثي كبير في الموقع المستهدف.
ونفى الكميم بشدة أن تكون هذه الضربة مرتبطة بما يُسمى "زيارة عيدية"، معتبرًا أن مثل هذه الادعاءات لا تستند إلى أي أدلة ملموسة.
وأضاف أن الاستهداف، حتى لو افترضنا أنه جاء خلال زيارة، كان يركز على عسكريين وأهداف عسكرية مشروعة تمامًا، ولا علاقة له بأي قضايا أخرى، بما في ذلك القضية الفلسطينية أو غزة.
صمت الحوثيين وتكتيك إخفاء الخسائر
لفت الكميم إلى أن الحوثيين لم يعلنوا حتى الآن أسماء القتلى الذين سقطوا جراء الضربة، معتبرًا أن هذا الصمت يعكس رغبتهم في إخفاء الحقائق.
وأوضح أن الكشف عن أسماء القتلى سيكشف انتماءاتهم الحقيقية ويفضح ادعاءاتهم بأن الضربة استهدفت مدنيين.
وشدد على أن تأخر الحوثيين في الإعلان عن الضربة يعكس خسائر عسكرية موجعة، حيث باتوا يعتمدون بشكل متزايد على تكتيك إخفاء الخسائر العسكرية والتركيز على الجانب المدني لاستثارة العواطف واستخدامها كورقة ضغط سياسي وإعلامي.
رسائل أمريكا: الردع والاستراتيجية الجديدة
في نهاية تصريحاته، أكد الكميم أن هذه الغارة تحمل رسائل واضحة من الولايات المتحدة، التي تسعى إلى ردع الحوثيين ومنعهم من تنفيذ عمليات عدائية قد تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن واشنطن تبنت استراتيجية جديدة تعتمد على الدقة في الاستهداف والتقليل من الخسائر الجانبية، بهدف تحقيق الأهداف العسكرية دون التسبب في أضرار كبيرة للمدنيين.
ختامًا: مستقبل التصعيد في المنطقة
في ظل هذه التطورات، يبدو أن المشهد اليمني يتجه نحو تصعيد جديد، حيث يحاول الحوثيون إعادة ترتيب صفوفهم بعد هذه الضربة الموجعة، بينما تواصل الولايات المتحدة إرسال رسائلها الواضحة بأنها لن تتردد في استخدام القوة إذا استدعى الأمر.
وفي هذا السياق، يبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه الضربة إلى تهدئة الحوثيين أم ستدفعهم إلى المزيد من التصعيد؟
الإجابة ربما تكمن في الأيام القادمة، لكن المؤكد أن الرسائل أصبحت واضحة، والأهداف أصبحت أكثر دقة.