شاب أردني يوثق رؤية هلال شوال مغرب الأحد: ”عايشين بين إعلان العيد وفضيحة بين العرب”

في مشهد يعكس الجدل السنوي حول تحديد رؤية هلال شوال، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشاب أردني يظهر فيه وهو يوثق لحظة رؤيته لهلال شوال مساء يوم الأحد.
الفيديو الذي أثار جدلاً واسعًا، حمل في طياته رسائل ساخرة تعكس حالة الإحباط والارتباك التي تصاحب قرارات تحديد موعد العيد في بعض الدول الإسلامية.
الشاب الأردني ظهر في المقطع وهو يشير إلى السماء قائلاً: "يا جماعة هذا هلال العيد شايفينه؟ بس نحن جماعة ما نستوعب، لو ما شفناه بعيونا كلنا ما نصدق". وأضاف بصوت يحمل نبرة من السخرية: "إحنا داريين إن اليوم عيد، بس بدنا نرقع، لا صيد ثمين ولا سلمنا من الملامة وفضحتونا بين العرب، لا خليتونا نعيد معهم".
الجدل حول رؤية الهلال
تصريحات الشاب جاءت في وقتٍ كانت فيه دول إسلامية قد أعلنت أن يوم الأحد هو أول أيام عيد الفطر، بينما أعلنت دول أخرى، بما فيها الأردن، أن الاثنين هو أول أيام العيد.
هذا التباين في تحديد موعد العيد ليس جديدًا، لكنه يثير كل عام تساؤلات حول آليات الرؤية الشرعية واستخدام التقنيات الحديثة لتحديد بداية الأشهر القمرية.
الشاب الأردني عبر عن استيائه من الوضع الحالي، حيث قال: "بدنا نرقع"، في إشارة إلى أن قرارات تحديد العيد تبدو وكأنها محاولة لتغطية الفجوة بين الدول الإسلامية، لكنها تفشل في تحقيق الوحدة المطلوبة.
ووصف الأمر بأنه أصبح مصدر "فضيحة" بين العرب، حيث يبدو أن الأردن دائمًا خارج الإجماع العربي فيما يتعلق بالعيد.
قرار الأردن وإعلان العيد
الجدير بالذكر أن دائرة الإفتاء العام في الأردن كانت قد أعلنت رسميًا أن يوم الاثنين هو أول أيام عيد الفطر لهذا العام، بناءً على عدم ثبوت رؤية هلال شوال مساء الأحد.
القرار جاء بعد اجتماع اللجنة الشرعية المختصة بمراقبة الأهلة، والتي أكدت عدم وجود شهادات كافية أو موثوقة تؤكد رؤية الهلال في سماء المملكة.
هذا القرار وضع الأردن في موقف مختلف عن العديد من الدول العربية والإسلامية التي بدأت العيد يوم الأحد، مما أثار انتقادات واسعة من قبل المواطنين الذين عبروا عن استيائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
البعض رأى أن الاعتماد على أساليب تقليدية فقط دون الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة يؤدي إلى هذه الفجوات المتكررة، بينما دعا آخرون إلى ضرورة وجود تنسيق أكبر بين الدول الإسلامية لتوحيد مواعيد الأعياد.
ردود فعل المواطنين
مقطع الفيديو للشاب الأردني لاقى تفاعلًا كبيرًا من قبل المتابعين، حيث انقسمت الآراء بين من يدعم الحاجة إلى تحديث آليات الرؤية الشرعية وبين من يرى أن الموضوع أصبح مجرد "قضية شكلية" لا تستحق كل هذا الجدل.
أحد المعلقين قال: "نحن كمسلمين يجب أن نتفق على شيء واحد فقط، وهو أن نعيد معًا، بدلًا من أن نصبح مادة للسخرية بين الأمم".
بينما علّق آخر قائلاً: "الحقيقة أن الموضوع أكبر من مجرد رؤية هلال، إنه قضية إدارة وتنسيق بين الدول الإسلامية. نحن بحاجة إلى مؤسسة مركزية تجمع الكلمة وتضع حدًا لهذه الفوضى السنوية".
نهاية مثيرة للجدل
مع استمرار الجدل حول موضوع رؤية الهلال، يبقى المواطنون في حالة ترقب لكل عام جديد، أملاً في أن يتمكن المسلمون من تجاوز هذه الخلافات البسيطة التي تؤثر على وحدتهم الروحية والاجتماعية.
وفي الوقت نفسه، يبقى الشاب الأردني ومعه الكثيرون يعبرون عن استيائهم بطرقهم الخاصة، باستخدام السخرية أحيانًا والأمل في التغيير أحيانًا أخرى.
يبدو أن قضية رؤية الهلال ستظل محور نقاش سنوي حتى يتم الاتفاق على آلية واضحة وموحدة تجمع المسلمين حول العالم للاحتفال بأعيادهم في توقيت واحد، بعيدًا عن الانقسامات والفروقات التي تزيد من شعورهم بالعزلة في مناسباتهم الدينية.