جزيرة ميون: هل تصبح مركزاً للعمليات العسكرية الأمريكية في اليمن؟

في تطور لافت، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" (أ.ب) أن العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثيين في اليمن خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب كانت أكثر شمولية مقارنة بتلك التي نفذت في فترة إدارة الرئيس جو بايدن.
ووفقًا للتقرير، فإن هذه العمليات لم تقتصر فقط على استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، بل امتدت إلى استهداف قيادات بارزة داخل الجماعة، بالإضافة إلى تنفيذ ضربات موسعة طالت مناطق حضرية.
وأشار التقرير إلى تحول استراتيجي واضح في السياسة الأمريكية تجاه اليمن، حيث بدأت واشنطن باستخدام أساليب أكثر توغلاً في مواجهة التهديدات الحوثية.
هذا التحول يعكس تصعيداً نوعياً في التعامل مع الملف اليمني، إذ لم تعد العمليات العسكرية تركز فقط على تعطيل القدرات اللوجستية للحوثيين، وإنما أصبحت تستهدف أيضاً البنية التحتية والشخصيات الرئيسية المرتبطة بالجماعة.
وفي سياق متصل، أثارت صور تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية تساؤلات حول وجود مهبط طائرات غامض في جزيرة ميون اليمنية، الواقعة قبالة سواحل البحر الأحمر عند مضيق باب المندب الاستراتيجي.
ويبدو أن هذا المهبط، الذي يبدو أنه جاهز لاستقبال رحلات جوية، قد يكون مخصصاً لاستخدامات عسكرية محتملة.
وتعد الجزيرة ذات موقع استراتيجي حساس، حيث تتحكم في حركة الملاحة الدولية عبر المضيق الحيوي الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي.
من جهة أخرى، أكدت الوكالة أن الجيش الأمريكي قام بنقل نحو أربع قاذفات شبح بعيدة المدى من طراز "بي-2" إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
هذا القرار يشير إلى رغبة واشنطن في تجنب استخدام القواعد العسكرية التابعة لحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، ربما بسبب الحساسيات السياسية أو الأمنية المرتبطة بهذه الدول.
وتعتبر قاذفات "بي-2" واحدة من أكثر الطائرات الحربية تطوراً في العالم، حيث تتميز بقدرتها على تنفيذ مهمات طويلة المدى بدقة عالية وبعيداً عن الرادارات المعادية.
ويرى محللون أن هذه الخطوات تأتي في إطار تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية وارتفاع مستوى التهديدات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية والمصالح الغربية في البحر الأحمر وباب المندب.
كما أن هذه التحركات قد تكون رسالة واضحة موجهة إلى إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، بأن واشنطن مستعدة لاتخاذ خطوات أكثر حدة إذا استمرت طهران في دعم الجماعة المسلحة.