مأساة إنسانية باليمن: نصف الأطفال يعانون سوء التغذية

كشف بيتر هوكينز، ممثل اليونيسف في اليمن، عن أرقام صادمة حول الوضع الإنساني في البلاد، مؤكدًا أن طفلًا من كل اثنين دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية الحاد بسبب استمرار الصراع الذي دخل عامه العاشر. وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده مكتب الأمم المتحدة في جنيف، حيث سلط الضوء على تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
معاناة تفوق الوصف وأزمة تهدد حياة الآلاف
بحسب هوكينز، فإن الأوضاع في اليمن بلغت مستوى مأساويًا خطيرًا، حيث أدى الصراع المستمر إلى تدمير مستقبل الأطفال، مما أجبرهم على النضال من أجل البقاء في ظل نقص الغذاء والخدمات الأساسية. وأكد أن هناك 537 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وهي مرحلة خطيرة قد تعني الموت المحتم لآلاف الأطفال إذا لم يتم التدخل العاجل لإنقاذهم.
الكارثة لا تقتصر على الأطفال فقط
لم تقتصر الأزمة على الأطفال فحسب، بل امتدت لتشمل النساء، إذ تعاني 1.4 مليون امرأة حامل ومرضع من نقص حاد في التغذية، مما يعرض صحة الأمهات وأطفالهن للخطر. وحذر هوكينز من أن تأثير هذه الأزمة لن يقتصر على الجيل الحالي فقط، بل ستظل تداعياتها ملموسة لأجيال قادمة، مما يعمّق مأساة الشعب اليمني ويدفعه نحو مستقبل غامض ومجهول.
تمويل ضعيف يزيد من تفاقم الأوضاع
رغم تصاعد الاحتياجات الإنسانية، إلا أن حملة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن لعام 2025 لم تتلقَّ سوى 25% فقط من التمويل المطلوب. وحذر المسؤول الأممي من أن نقص الموارد قد يحرم ملايين الأطفال والنساء من الرعاية الصحية والغذاء والمساعدات الأساسية، مما قد يؤدي إلى موجة جديدة من الوفيات والمآسي الإنسانية التي لا يمكن تداركها بسهولة.
نداء عاجل لإنقاذ الملايين من خطر المجاعة
في ظل هذه المعطيات الخطيرة، دعت اليونيسف والمجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ حياة الأطفال والأمهات في اليمن، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة غير قابلة للإصلاح. ومع استمرار النزاع المسلح وغياب الحلول السياسية، يظل ملايين اليمنيين عالقين في دوامة من الفقر والجوع والمرض، في انتظار تدخل ينقذ أرواحهم ويعيد لهم الأمل في مستقبل أفضل.