سلطنة عُمان تجدد مبادرتها الإنسانية بتوزيع المكرمة الغذائية للأسر المحتاجة في ساحل حضرموت للعام الثاني والعشرين على التوالي

في مشهد يعكس أسمى معاني التكافل الإنساني، دشّنت سلطنة عُمان، من خلال الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، حملة توزيع المكرمة الغذائية السنوية للأسر المحتاجة في ساحل حضرموت.
هذه المبادرة الإنسانية التي تدخل عامها الثاني والعشرين، تعكس عمق الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين في السلطنة واليمن.
بدء التدشين وحضور رسمي وإنساني
جرى التدشين الرسمي للمكرمة في مدينة المكلا، بمشاركة ممثلين عن الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، يتقدمهم سعادة الدكتور بدر بن محمد الزعابي، المكلف بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة، إلى جانب وكيل محافظة حضرموت، حسين الجيلاني.
وأكد الحضور على أهمية هذه المبادرة في تعزيز روح التضامن الاجتماعي وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل الأسر الأكثر احتياجًا.
وفي كلمة له خلال حفل التدشين، أشار سعادة الدكتور بدر الزعابي إلى أن هذه المكرمة تنبع من إرث إنساني عريق لسلطنة عُمان، التي تؤمن بأن العمل الخيري هو جزء لا يتجزأ من القيم الإسلامية والإنسانية المشتركة.
كما أكد أن هذا المشروع يعكس رسالة سامية مفادها أن الخير لا يعرف حدودًا، وأن التعاون بين الشعوب يجب أن يكون دائمًا مبنيًا على المحبة والتعاطف.
الإشادة بالدعم السخي
من جانبه، أشاد البروفيسور عبدالله محمد باهارون، رئيس الجمعية الإسلامية الثقافية الخيرية الاجتماعية بالمكلا، بالدعم السخي الذي تقدمه سلطنة عُمان، ممثلةً في جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد وحكومته الرشيدة وشعبه الكريم.
وأشار إلى أن هذه المكرمة أصبحت ركيزة أساسية في دعم آلاف الأسر المحتاجة في حضرموت، حيث تسهم بشكل كبير في تحسين ظروف حياتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
المستفيدون والمديريات المستهدفة
تستهدف هذه المعونة الغذائية أكثر من 27 ألف أسرة في خمس مديريات بساحل حضرموت، وهي: المكلا، غيل بن يمين، غيل باوزير، بروم ميفع، وحجر .
وتشمل المساعدات مواد غذائية أساسية مثل الأرز، الدقيق، الزيت، والسكر، وذلك لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه في المناطق المستهدفة.
بدأت الجمعية الإسلامية الثقافية الخيرية الاجتماعية فور التدشين عملية توزيع المساعدات، مع اتباع آليات دقيقة لتحديد الأسر الأكثر احتياجًا، بما يضمن وصول المعونة إلى مستحقيها دون تأخير أو تمييز.
نهج سلطنة عُمان الإنساني
تؤكد هذه المكرمة الغذائية على النهج الإنساني الراسخ الذي تتبعه سلطنة عُمان في الوقوف إلى جانب المحتاجين، سواء داخل حدودها أو في الدول المجاورة.
وقد جاءت هذه المبادرة بعيدًا عن أي ضجيج إعلامي أو اعتبارات سياسية، لتبرز القيم الأصيلة للشعب العُماني في مد يد العون والتضامن مع الآخرين في أصعب الظروف.
رسالة إنسانية وأخوية
إن استمرارية هذا المشروع على مدار أكثر من عقدين من الزمن تجعل منه نموذجًا يحتذى به في التعاون الأخوي بين الدول.
فهو ليس مجرد مشروع إغاثي، بل رسالة تعكس قوة العلاقات الإنسانية بين الشعبين اليمني والعُماني، وتؤكد أن العطاء المستمر هو أصدق تعبير عن المحبة والإنسانية.