الأحد 23 مارس 2025 06:12 مـ 24 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

«دعوة لا تهديد»... واشنطن تطلب الحوار وطهران ترد بالتصعيد

السبت 22 مارس 2025 07:10 مـ 23 رمضان 1446 هـ
التوتر بين أمريكا وإيران
التوتر بين أمريكا وإيران

شهدت العلاقات الأميركية الإيرانية تطوراً لافتاً، بعدما أعلن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، أن الرسالة التي أرسلها ترمب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي لم تكن تهديداً كما اعتقد البعض، بل دعوة مباشرة للحوار. ويتكوف قال إن ترمب يسعى لتجنب الحرب ويؤمن ببناء الثقة بدلاً من الانزلاق إلى صراع مسلح قد يكون له عواقب وخيمة. التصريحات أثارت اهتماماً واسعاً، خاصة أنها تأتي وسط تصاعد التوترات بسبب الأوضاع في غزة والبحر الأحمر.

خلف الكواليس... رسائل وسعي للتهدئة

خلال مقابلة أجراها المبعوث ويتكوف مع الإعلامي تاكر كارلسون عبر منصة «إكس»، كشف أن ترمب أرسل رسالة خاصة إلى خامنئي مضمونها: «أنا رئيس سلام، نحتاج إلى الحديث بدلاً من المواجهة». ويتكوف أضاف أن طهران تواصلت مع واشنطن بعد الرسالة عبر قنوات خلفية، ما يشير إلى تحركات دبلوماسية غير معلنة. المبعوث أكد أهمية إنشاء برنامج تحقق يضمن عدم تحويل إيران لموادها النووية إلى أسلحة، مؤكداً أن البديل سيكون مأساوياً. الرسالة الأميركية التي لم تُكشف تفاصيلها بالكامل حتى الآن، تبدو محاولة جادة لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، وفق تعبير ويتكوف.

إيران ترد بتصعيد عسكري وتحدي علني

على الجانب الإيراني، لم تمر الرسالة مرور الكرام، إذ صعّد المرشد علي خامنئي من لهجته، قائلاً إن التهديدات الأميركية لن تجدي نفعاً، مهدداً بـ«صفعة قوية» في حال أقدمت الولايات المتحدة على أي تحرك ضد بلاده. خامنئي، وخلال خطاب متلفز بمناسبة عيد النوروز، وصف حلفاء إيران في المنطقة بأنهم «قوى مستقلة» تتخذ قراراتها بنفسها، في إشارة ضمنية إلى تبرئة بلاده من مسؤولية ما يجري في البحر الأحمر وغزة.

الجيش الإيراني: «عيوننا يقظة وأيدينا على الزناد»

التصعيد لم يقتصر على التصريحات السياسية، بل امتد إلى الميدان العسكري. فقد صرّح قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، العميد كيومرث حيدري، بأن بلاده مستعدة للرد في أي زمان ومكان. وأضاف أن إيران ستدعم قواتها بأسلحة ذكية وبعيدة المدى، ولن تسمح لأي قوة، بما فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بالمساس بإرادة الشعب الإيراني. التصريحات نقلتها وكالة «مهر» الرسمية، وأظهرت أن طهران ترفض التراجع أمام التهديدات، وتستعد لأي سيناريو محتمل.

معادلة معقدة: حوار من واشنطن وصدام من طهران

التناقض في المواقف بين الدعوة الأميركية للتهدئة والتصعيد الإيراني يعكس حجم التوتر وتعقيد الأوضاع. ترمب، رغم تفوقه العسكري بحسب المبعوث ويتكوف، يسعى للحل الدبلوماسي. بينما ترى طهران أن القوة وحدها تضمن الحفاظ على مصالحها. هذا التوتر المتزايد يأتي في وقت حرج تشهده المنطقة، مما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية عودة الطرفين إلى المفاوضات أو انزلاقهما نحو مواجهة شاملة لا تُحمد عقباها. فهل تنجح «رسائل السلام» في تغيير المعادلة أم أن التصعيد سيحكم المشهد؟