السبت 22 مارس 2025 08:52 صـ 23 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هل كان ظهور محافظ عدن المفقود ”صالح السييلي” ضمن نبوءة اللبنانية ليلى عبد اللطيف؟

السبت 22 مارس 2025 03:50 صـ 23 رمضان 1446 هـ
ليلى عبداللطيف
ليلى عبداللطيف

ماجد الداعري، الصحفي اليمني البارز، أعاد فتح ملف غامض ومثير للجدل حول مصير صالح السييلي، محافظ عدن الذي اختفى بشكل غامض منذ مغادرته المدينة بحراً أثناء حرب صيف 1994م.

هذا الموضوع الذي ظل لعقود محاطاً بالأسئلة والشائعات، يعود اليوم إلى الأضواء من جديد بعد تصريحات الداعري التي أثارت تساؤلات جديدة حول إمكانية أن يكون السييلي لا يزال على قيد الحياة.

في تحليله، استعرض الداعري سيناريو افتراضياً يعتمد على فرضية بقاء السييلي حيّاً حتى الآن، وطرح أسئلة ملحّة تتقاطع مع هذا المنطق الافتراضي. بدأ بسؤال عن عمر الرجل إن كان قد نجا بالفعل: "كم سيكون عمره الآن؟ وهل من الممكن أن يكون قد نجا من الموت في تلك الرحلة البحرية العاصفة عندما غادر عدن على متن زورق تهريب؟".

أسئلة تتعلق بالإنسان والسياسة

بقدر ما يبدو السؤال الأول بسيطاً، إلا أنه يحمل في طياته تعقيداً كبيراً. فالسييلي، الذي كان شخصية قوية ومعروفة بمشاكستها السياسية وحنكتها الإدارية، يصعب تخيل أن يختفي بهذه الطريقة الغامضة طوال هذه العقود دون أن يترك أي أثر.

هنا يبرز تساؤل آخر أكثر عمقاً: كيف يمكن لشخصية بحجمه أن تعيش بعيداً عن الأنظار، بل وتقبل بالصمت والتخلي عن السياسة؟

يضيف الداعري: "من المستحيل أن يكون رجل مثل السييلي قد قبل بأن يعيش لاجئاً أو سجيناً في بلد ما، دون أن يظهر ولو مرة واحدة ليقول كلمته أو يعبر عن موقفه السياسي".

ويتساءل: "هل يمكن أن يتحمل شخص في مثل عمره ومعاناته النفسية كل هذه السنوات دون أن يفكر في إنهاء حياته إذا كان يعاني القهر والكمد؟".

الظهور المفاجئ.. هل هو وارد؟

الداعري يشير أيضاً إلى أن الحديث عن ظهور السييلي ليس جديداً، بل سبق أن تم تداوله في سنوات سابقة. أحد أبناء مديرية جحاف الضالع، الذين عادوا من سجون اليمن بعد فترة طويلة، كان قد أكد في وقت سابق أنه التقى بالسييلي أو علم بمعلومات عنه.

كما أن هناك شهادات أخرى زعمت أن السييلي وصل بسلام إلى جيبوتي بعد هروبه من عدن.

وما يزيد الأمر غموضاً هو الروايات المتضاربة حول مصير الزورق الذي أقلّه مع آخرين. هل غرق أم نجا الجميع؟ وإذا كان قد نجا، فلماذا لم يظهر خلال هذه السنوات؟ وماذا يعني اختياره الصمت طوال هذه الفترة؟

ليلى عبد اللطيف وتنبؤاتها

الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو ربط البعض بين قضية السييلي وتنبؤات ليلى عبد اللطيف، التي أشارت في وقت سابق إلى أن شخصية سياسية كبيرة سيتم الإعلان عن ظهورها بعدما أعلن عن وفاتها.

وعلى الرغم من أن وفاة السييلي لم يتم الإعلان عنها رسمياً، إلا أن البعض يعتبر أن التنبؤ قد يكون له علاقة به.

لكن هل يمكن أن تكون هذه مجرد أوهام وشائعات، أم أن هناك فرصاً حقيقية لأن يكون السييلي على قيد الحياة؟ وإذا كان كذلك، لماذا يختار الظهور الآن بعد مرور نحو ثلاثة عقود على اختفائه؟

روايات متضاربة وحقائق غائبة

الروايات حول مصير السييلي تتعدد وتختلف، مما يجعل الحقيقة أكثر ضبابية. هناك من يقول إنه نجا ووصل إلى جيبوتي، وهناك من يعتقد أن الزورق غرق وأن جميع من كانوا على متنه لقوا حتفهم.

لكن السؤال المركزي الذي يطرحه الداعري هو: "إذا كان السييلي لا يزال حيّاً، فكيف يمكن تفسير صمته الطويل؟ وهل من المعقول أن يقرر الظهور اليوم وهو في التسعينيات من عمره؟".

دعوة للبحث عن الحقيقة

ختاماً، يؤكد الداعري أن الحديث عن السييلي ليس مجرد قضية شخصية، بل هو ملف سياسي وإنساني يستحق البحث والتدقيق.

فالرجل الذي كان يوماً ما محافظاً لأهم مدينة في اليمن، واختفى في ظروف غامضة، يستحق أن يعرف الناس حقيقته.

سواء كان قد غرق في البحر كما زعمت بعض الروايات، أو اختار أن يعيش في صمت بعيداً عن الأنظار، فإن الحقيقة يجب أن تُعرف.

وفي النهاية، تبقى القضية مفتوحة أمام التكهنات والتحليلات، ولكنها تسلط الضوء على أهمية البحث عن الحقيقة في قضايا الشخصيات التاريخية التي تركت بصماتها في ذاكرة اليمنيين.