الأربعاء 19 مارس 2025 10:52 صـ 20 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

”مستراح منه”..جدل واسع يشعله تعليق إيزيس القمني على وفاة الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني

الأربعاء 19 مارس 2025 05:53 صـ 20 رمضان 1446 هـ
ابواسحاق الحويني
ابواسحاق الحويني

أثارت إيزيس القمني، ابنة المفكر المصري الراحل سيد القمني، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعليقها على خبر وفاة الداعية السلفي المصري المعروف أبو إسحاق الحويني. وقد جاءت تصريحاتها في إطار ردها على منشور لابن الداعية، حاتم الحويني، الذي كان قد تصدر المشهد مطلع عام 2022 بتعليق مشابه على وفاة والدها.

القصة بدأت عندما أعلنت وسائل الإعلام المصرية والعربية نبأ وفاة الداعية أبو إسحاق الحويني، أحد أبرز الشخصيات السلفية في مصر والعالم العربي، عن عمر يناهز 69 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. وعلى الفور، انطلقت التفاعلات الواسعة بين النعي والتأبين من جهة، وبين الجدل حول أفكاره ومعتقداته التي أثارت الكثير من النقاشات الدينية والاجتماعية خلال السنوات الماضية.

في هذا الإطار، نشر حاتم الحويني، نجل الداعية الراحل، منشورًا عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك"، دعا فيه للمشاركة في تشييع جثمان والده والدعاء له بالرحمة والمغفرة. إلا أن التعليقات لم تخلُ من انقسامات حادة، لا سيما بعد ظهور تعليق لإيزيس القمني، ابنة المفكر الراحل سيد القمني، الذي قدمته بشكل مستفز للبعض ومستفز للآخرين.

إيزيس كتبت في تعليقها: "أخيرًا.. كنت مستنياها، الحمد لله الذي قطع أنفاسك.." . هذه الكلمات كانت بمثابة صدى لعبارة مشابهة قالها حاتم الحويني نفسه قبل عامين، حينما نعت والدها سيد القمني، الذي وافته المنية في يونيو 2022. وقتها، علق حاتم قائلاً: "ومات سيد القمني، فالحمد لله أن قطع أنفاسه.." . هذه العبارة آنذاك أثارت غضباً واسعاً في الأوساط الفكرية والثقافية، حيث اعتبرها البعض استهزاءً بوفاة أحد أبرز المفكرين الليبراليين في مصر.

عودة إلى الحاضر، يبدو أن إيزيس القمني اختارت الرد بنفس الأسلوب، ولكن هذه المرة في موقف عكسي، مما أضاف طبقة جديدة من الجدل إلى العلاقة المتوترة تاريخياً بين المدرسة الفكرية التي مثلها والدها سيد القمني، وبين التيارات السلفية التي كان أبو إسحاق الحويني أحد أبرز رموزها.

تعليقات إيزيس القمني لم تمر مرور الكرام، إذ تفاعل معها الآلاف من المتابعين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض. فريق يرى أن حق الرد بهذه الطريقة كان مشروعًا بالنظر إلى ما قاله حاتم الحويني سابقًا، بينما يعتقد الفريق الآخر أن مثل هذه التصريحات تساهم في إذكاء الفتنة وتوسيع الهوة بين التيارات الفكرية المختلفة.

خلفية الخلاف التاريخي سيد القمني، الذي توفي في يونيو 2022، كان واحدًا من أبرز المفكرين الليبراليين في مصر، اشتهر بأعماله النقدية التي تناولت التراث الإسلامي من زاوية علمانية تنويرية. وكان لذلك موقفه المثير للجدل مع التيارات الإسلامية المحافظة، بما في ذلك السلفية. أما أبو إسحاق الحويني، فقد كان من أبرز منتقدي القمني وأفكاره، حيث اعتبرها خروجًا عن صحيح الدين.

الخلاف الفكري بين الرجلين لم يكن يومًا مجرد نقاش أكاديمي، بل تحول إلى قضية مجتمعية شغلت الرأي العام المصري لسنوات طويلة. وبعد وفاة القمني، تصاعدت حدة التوتر عندما عبر بعض مناصري الحويني عن فرحتهم بوفاته، الأمر الذي أثار حفيظة أسرته وأنصاره.

ردود الفعل على واقعة التعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، تعددت ردود الفعل حول تعليق إيزيس القمني. فقال البعض إنها كانت تمارس حقها في الرد على شخص سبق أن أساء لوالدها، فيما رأى آخرون أن مثل هذه التصريحات لا تخدم سوى أجواء الكراهية والقطيعة بين التيارات المختلفة.

وفي الوقت نفسه، دعا عدد من المثقفين والنشطاء إلى ضرورة تجاوز حالة الانقسام والتعصب، مشيرين إلى أن المجتمع في حاجة إلى نبذ ثقافة التشفي والاستهزاء بوفاة أي شخص، بغض النظر عن اختلافات الرأي أو المعتقد.

ختامًا يبقى السؤال المطروح: هل يمكن أن تتحول مثل هذه الوقائع إلى فرصة للتفاهم والحوار بين التيارات الفكرية المختلفة؟ أم أنها ستظل تغذي دائرة من الصراعات والمشاحنات التي لا نهاية لها؟ الواقع يشير إلى أن الطريق نحو التعايش والتسامح لا يزال مليئًا بالتحديات، خاصة في ظل استمرار استخدام خطاب التشفي والاستهزاء كبديل عن الحوار الهادئ والبناء.