الإثنين 17 مارس 2025 10:55 صـ 18 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

زعيم مليشيا الحوثي يدعو السكان لهذا الأمر في صنعاء احتجاجًا على القصف الأمريكي وسط تصاعد التوتر الإقليمي

الإثنين 17 مارس 2025 04:03 صـ 18 رمضان 1446 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

وجه زعيم مليشيا الحوثي، عبد الملك الحوثي، دعوة عاجلة للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعته للخروج بتظاهرات حاشدة يوم الجمعة المقبل، احتجاجًا على الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مواقع الحوثيين. يأتي ذلك في أعقاب مقتل 31 شخصًا على الأقل، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في صنعاء، جراء ضربات أمريكية استهدفت مواقع تابعة للمليشيا.

وتصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة والحوثيين بعد أن توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمردين الحوثيين بـ"جحيم لم يعهدوه"، مؤكداً أن واشنطن لن تتهاون في الرد على أي تهديدات تستهدف مصالحها أو حلفاءها في المنطقة.

وقال ترامب في تصريح له: "على إيران أن توقف فوراً دعمها للحوثيين الذين يشكلون تهديداً خطيراً لأمن واستقرار المنطقة".

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن سياسة الجمهورية الإسلامية الخارجية ليست محل إملاء من قبل الولايات المتحدة أو أي جهة أخرى. وقال عراقجي في بيان رسمي: "لا يحق لأي دولة أن تملي علينا كيف نتصرف أو من ندعم"، في إشارة إلى الدعم الإيراني المستمر للحوثيين.

الضربات الأمريكية وتداعياتها

الضربات الأمريكية التي وقعت مساء السبت (15 مارس/ آذار 2025) استهدفت مواقع عدة في محافظات يمنية مختلفة، بما في ذلك صنعاء والحديدة وصعدة، والتي تعتبر معاقل الحوثيين الرئيسية. وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن هذه الضربات جاءت رداً على هجمات الحوثيين المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر وعلى البنية التحتية الحيوية في دول الجوار.

وأثارت الغارات غضبًا واسعًا داخل اليمن، حيث دعا عبد الملك الحوثي المواطنين إلى الخروج في تظاهرات حاشدة يوم الجمعة للتنديد بما وصفه بـ"العدوان الأمريكي".

وقال الحوثي في كلمة متلفزة: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمات الوحشية، وعلى الشعب اليمني أن يظهر وحدته ويواجه هذا العدوان بكل قوة".

ردود الفعل الدولية والمحلية

على الصعيد الدولي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف في اليمن، محذرة من أن مثل هذه الضربات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي أعمال من شأنها زيادة معاناة المدنيين".

أما على المستوى المحلي، فقد أصدرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بياناً أكدت فيه دعمها للإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، مشيرة إلى أن هذه الخطوات تأتي في إطار الدفاع عن الأمن الإقليمي والدولي.

إيران وواشنطن: ساحة الصراع الأوسع

تمثل الأزمة اليمنية حلقة جديدة في سلسلة الصراعات الإقليمية بين إيران والولايات المتحدة. وقد أصبحت اليمن ساحة للتنافس بين القوى الكبرى، حيث ترى طهران في الحوثيين حلفاء استراتيجيين، بينما تعتبر واشنطن أن المليشيا تشكل ذراعاً لإيران في المنطقة.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في اليمن غامضاً ومتفجرًا، حيث يتحدى الحوثيون الضغوط الدولية والمحلية، وسط تحذيرات من احتمال انزلاق البلاد نحو مزيد من العنف والفوضى.

دعوة للتظاهر: رسالة سياسية أم استراتيجية؟

تعد دعوة عبد الملك الحوثي للتظاهر رسالة سياسية واضحة تهدف إلى تعزيز موقف المليشيا داخليًا ودولياً، خاصة وأنها تتزامن مع تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية عليها. كما أنها تسعى لاستغلال الغضب الشعبي الناجم عن الضربات الأمريكية لتعزيز شرعيتها كقوة مقاومة في مواجهة "العدوان الخارجي".

ومع ذلك، فإن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد جديد في الصراع اليمني، الذي يبدو أنه بعيد عن الوصول إلى أي حلول قريبة في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري الإقليمي والدولي.

ختامًا ، تشير التطورات الأخيرة إلى أن اليمن لا يزال ساحة صراع مفتوحة، حيث تتصادم المصالح الدولية والإقليمية، وسط معاناة مستمرة للشعب اليمني الذي يدفع ثمن هذا الصراع الباهظ.