السبت 15 مارس 2025 07:43 مـ 16 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هجرة البنوك من صنعاء: هل بدأ الحوثيون بالاختناق؟

السبت 15 مارس 2025 05:39 مـ 16 رمضان 1446 هـ

أعلنت ستة بنوك يمنية رئيسية يوم أمس من قبضة الحوثيين في صنعاء إلى البنك المركزي في عدن.

هذه نظرة على الأسباب والمعاني والعواقب.

**

أولا: أمريكا والحوثي والبنوك

**

١- ترامب صنف الجماعة الحوثية إرهابية.

بالرغم من أن التصنيف لم يحجب نظام سويفت للتحويلات البنكية عن أراضي الحوثية إلا أن البنوك قررت الهجرة.

٢- الهجرة تكون دائما من مكان سيئ للغاية إلى مكان أفضل أو أقل سوء.

٣- البنك المركزي في عدن كان قد أصدر أوامر سابقة للبنوك اليمنية بمغادرة صنعاء إلى عدن ولكن لم يكترث أحد بالأوامر بسبب سوء أوضاع بلاد الشرعية.

التصنيف الإرهابي للحوثية هو الذي قلب الموازين.

٤- البنوك اليمنية الستة، استطاعوا الإتحاد في موقف واحد في مسألة الهجرة.

هذا شيئ نادر بين اليمنيين الذين لم نشاهد لهم أي نوع من وحدة الصف من قبل.

٥- العلاقة بين البنوك ومراكز القوى والنفوذ والقطط السمان الحوثية ممتازة.

لا يمكن أن تعيش البنوك في بؤر مشابهة لبلاد الحوثية بدون نوع من تشحيم العلاقات بما يرضي القطط السمان.

٦- الودائع

الحوثيون قالوا للبنوك بأنهم يمكنهم المغادرة ولكن يجب أن يدفعوا ودائع العملاء.

لا يوجد أي بنك في العالم يستطيع أن يعيد الودائع دفعة واحدة وفي نفس الوقت ولكل العملاء.

لا ندري كيف تصرفت البنوك الستة أو السلطة الحوثية بهذا الشأن.

من الناحية المالية، هذا يضع الحوثيين في مأزق: لا يمكنهم إجبار البنوك على دفع كل ودائع العملاء دفعة واحدة، ولا يمكنهم منعها من المغادرة.

**

ثانيا: الحوثيون ولطمة ترامب البنكية

**

١- اللطمة الترامباوية

*

أ- أصبحت صفة الحوثي هي أنه إرهابي.

الإرهابي في هذا العصر هي وصمة مثل "المجذوم" أيام زمان يهربون منه مثلما يهربون من الأسد.

ب- هبوط معنويات الحوثيين

*

الحوثيون يسكرون وينتشون بالزوامل والاستعراضات وعندهم قدرة مشهودة في ضخ جرعات المعنويات في جمهورهم.

التصنيف الإرهابي وهجرة البنوك، هي لطمات تخنق المعنويات ولا يمكن الشفاء منها بالزوامل ولا بخطب عبدالملك الحوثي التي تستغرق ساعات.

ج- صنعاء قد تفقد الجاذبية

*

صنعاء كانت قد نجحت بامتياز في أن تكون جاذبة لليمنيين ولرجال الأعمال وتغلبت في الجاذبية على عاصمة الشرعية عدن.

مدينة وميناء عدن، عاصمة الشرعية، أصبحت طاردة ليس فقط لرجال الأعمال ولكن للحكومات المتعاقبة وللرؤساء اليمنيين الذين لا يستطيعون التنقل فيها إلا داخل مدرعات سعودية.

٢- آلام العقوبات والعواقب

*

أنظمة الحكم التي تعرضت لمثل هذه العقوبات تعاني كثيرا وتجوع شعوبها ويحتاج الحكام للقمع والإضطهاد لترويض الناس ثم تبدأ الأنظمة المعاقبة بابتزاز التجار والأعمال والمزارعين وممارسة التهريب والسوق السوداء وحتى تجارة المخدرات.

بلاد أقوى بكثير وأغنى بالموارد النفطية والصناعية والزراعية لم تتحمل العقوبات الأمريكية، وسوف نراقب ما الذي سوف يحدث لعموم الناس؟ وما هي ردود فعل الحوثي؟ وما هي النتيجة النهائية؟

٣- لا نبالي.

الحوثيون، معهم "الصرخة" التي تلعن أمريكا كل يوم ويقولون أنهم لا يبالون بقوة أمريكا وأنهم يتحدونها وسوف يتغلبون عليها بفضل "الإيمان الديني"، و "الصبر الاستراتيجي"، والاستبسال والكبرياء "هيهات منا الذلة".

وهذا قد يدفعهم لمغامرات هوجاء قد تضر بهم ولا تغير المعادلات.

**

ثالثا: الكرة في ملعب الحوثي

**

١- حشر الحوثي في زاوية وتغيير المعادلات.

*

الحوثي، لا يقبل أن يتم حشره في زاوية ضيقة.

وقد نجح كثيرا بالخروج من مواقف لا تناسبه (كما فعل بضرب منشآت آرامكو وأعماق السعودية).

الحوثي يجيد حشر خصومه في زاوية ضيقة (كما فعل بحظر تصدير غاز ونفط مارب وشبوة وحضرموت بقصف موانئ التصدير للسنة الثالثة على التوالي.

تصنيف ترامب للحوثي بأنه إرهابي، وهجرة البنوك من البلاد الحوثية ربما هي أسوأ زاوية ضيقة مكتومة الهواء قد تم حشر الحوثي داخلها.

٢- عدم رد فعل الحوثي

*

إذا سكت الحوثي بدون رد فعل، فسوف تتقطع أنفاسه ويتشحرج وينازع سكرات ما قبل الموت.

وإذا فقد الحوثي مساعدات الإغاثة الأجنبية فسوف يفقد مخزون الأطفال والفتيان والشباب الذي يضحي بهم في محارق المعارك وسوف يفقد تأييد القبائل.

٣- رد فعل الحوثي

*

ردود فعل الحوثي المحتملة هي محاولة الاستيلاء على حقول غاز ونفط مارب أو قصف عاصمة الشرعية وميناءها عدن.

وهذا سوف يؤدي إلى حرب شاملة من جديد وربما بعواقب أفدح للحوثيين.

إذا نجح الحوثي في رد فعله فلن يستمتع بإنجازه لمدة طويلة لأن اليمن كلها سوف تحتشد وربما تحصل على مساندة أفضل من التحالف.

إذا فشل الحوثي في رد فعله فقد حفر قبره بيده وسوف يفتح شهية الشعب اليمني للتخلص منه، وسينتقل من فشل إلى فشل ومن هزيمة إلى هزيمة.

**

رابعا: رئاسة وحكومة الشرعية والحلفاء

**

نحن أصلا نؤيد رئاسة وحكومة الشرعية والحلفاء، ولكنهم لا يتوقفون عن لطمنا في وجوهنا أكثر مما يلطمنا الحوثيون.

ونحن نفقد معنوياتنا بسببهم، أكثر مما يفعل بنا الحوثيون.

ونحن نتشرد ونقاسي ونعاني في الغربة أو في الداخل، أكثر مما نقاسي من الحوثيين.

ونحن قد صبرنا عليهم سنينا طويلة بمثل ما نصبر على الحوثيين.

ونحن لا نرى بصيص أمل في المستقبل بسببهم بمثل ما نرى الدفن المؤكد لكل أمل على يد الحوثيين.

نريد من رئاسة وحكومة الشرعية والحلفاء أن ينظروا ويتمعنوا فيما فعله تصنيف الحوثيين إرهابيين وهجران البنوك من فزع وهلع وخوف وهبوط معنويات في صفوفهم وصفوف جمهورهم ليتبينوا ما نشعر به بسبب انخفاض معنوياتنا بسبب قيادات الرئاسة والحكومة والتحالف.

تصنيف الحوثي كإرهابي أجبر البنوك على المغادرة، وأجبر الحوثي على مواجهة الحقيقة:

"لم يعد يسيطر على الاقتصاد".

سوف نراقب شطارة رئاسة وحكومة الشرعية والتحالف من الاستفادة من كل هذا.