شاهد بالفيديو.. أسباب نزول صورة الهمزة

التدبر في كتاب الله من أسباب زيادة الإيمان في القلب وقال بعض أهل العلم إن التدبر في آيات كتاب الله يعد من أبرز الأسباب التي تعزز الإيمان في القلب، وتزيد من تأثيره على النفس. ويُعتبر التدبر خطوة هامة لفهم المعاني العميقة التي تحملها الآيات الكريمة، مما يساعد المسلم على التطبيق الصحيح لما يقرأه في حياته اليومية.
وفيما يتعلق بسورة الهمزة، وردت عدة أقوال حول سبب نزولها. فقد قال عطاء والكلبي إن السورة نزلت في الأخنس بن شريق، الذي كان يلمز الناس ويغتابهم، وخاصةً رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال مقاتل: "نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم من وراءه ويطعن فيه في وجهه". كما ذكر محمد بن إسحاق أن السورة نزلت في أمية بن خلف، الذي كان يهمز ويلمز رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما عن مقاصد سورة الهمزة، فهي واضحة تمامًا في آياتها التي تحمل تحذيرًا من الهمز واللمز، والذين يظنون أن المال سيخلدهم. فالله تعالى يقول: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}.
الويل في الآية هو الوعيد بالعقاب الشديد، وهو وادٍ في جهنم، ويُستخدم في تحذير كل من يهمز ويلمز الآخرين. كما تشرح الآية أيضًا كيف يظن الإنسان البخيل أن المال سيخلده، بينما سيجد نفسه في نار جهنم المشتعلة، وهي النار التي تلسع القلوب وتؤذيها. وتُغلق أبوابها عليهم لتبقى محبوسين في عذاب أليم إلى الأبد.
تُظهر هذه السورة أهمية تجنب الهمز واللمز والتفاخر بالمال، وتحث على السلوك الحسن وتجنب الغيبة والنميمة، مما يساهم في زيادة الإيمان وتقوية العلاقة بالله سبحانه وتعالى.