مشروع ”مسام” السعودي ينفذ عملية جديدة لإتلاف الألغام الحوثية في مأرب.. وجهود مستمرة لتطهير المناطق الملوثة

أعلن مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام في اليمن، عن تنفيذ عملية جديدة لإتلاف كميات كبيرة من المتفجرات والألغام من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية رغوان بمحافظة مأرب، ضمن جهوده المتواصلة لتطهير الأراضي اليمنية من التهديدات التي تُعرض حياة المدنيين للخطر.
وجاء في بيان صحفي للمشروع، أن الفرق الهندسية التابعة له نجحت في تفجير وتفكيك ألغام وقذائف غير منفجرة جرفتها السيول من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تُعتبر هذه العملية الثالثة من نوعها في المديرية منذ بدء العمليات الإنسانية.
وأوضح البيان أن هذه الجهود تهدف إلى "تأمين المناطق الزراعية والطرقات الحيوية التي تُعد شريان الحياة للمواطنين"، لافتًا إلى أن محافظة مأرب تُصنف كإحدى أكثر المناطق تضررًا من الألغام على مستوى اليمن.
تحديات جغرافية ومخاطر مستمرة
من جانبه، أشار قائد الفريق الأول في مشروع "مسام"، المهندس حميد بلحط، إلى أن الفرق الهندسية تواجه تحديات كبيرة بسبب الألغام التي تجرفها السيول من المناطق الجبلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مما يزيد من تعقيد مهمة التمشيط والتطهير.
وأضاف أن الفرق تعمل على مدار الساعة لتحديد أماكن التلوث وتأمينها، مع اتباع إجراءات احترازية عالية لتجنب أي خسائر بشرية.
وأكد بلحط أن المشروع نجح منذ انطلاقه في تطهير مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، لكنه أشار إلى أن الأعمال الإرهابية لمليشيا الحوثي في زراعة الألغام بشكل عشوائي "تجعل المهمة شبه مستحيلة في بعض المناطق"، خاصة مع استخدام الحوثيين تقنيات متطورة لتفخيخ الطرقات والحقول.
تأثير إنساني كارثي
وتُعد محافظة مأرب، التي تُوصف بـ"قلعة الصمود" اليمنية، مسرحًا لمعارك عنيفة منذ سنوات، مما جعلها منطقة ملوثة بآلاف الألغام التي تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
ووفقًا لإحصائيات رسمية، فإن أكثر من 30% من الضحايا في المحافظة سقطوا بسبب الألغام خلال العامين الماضيين، بينما لا تزال عشرات القرى والمزارع مهجورة بسبب هذه التهديدات.
نداءات دولية لدعم الجهود الإنسانية
وتعليقاً على العملية، قال مراقبون دوليون إن جهود "مسام" تُمثل "شريان أمل" للمدنيين في اليمن، لكنهم حذروا من أن استمرار زراعة الحوثيين للألغام يُعرقل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
ودعا خبراء إلى ضرورة تكثيف الدعم الدولي للمشروعات الإنسانية، خاصة تلك المتعلقة بنزع الألغام، لتجنب كوارث إنسانية طويلة الأمد.
مستقبل العملية وخطط التوسع
وأكد البيان أن مشروع "مسام" سيواصل عملياته في مأرب والمناطق المحيطة بها، بالتعاون مع السلطات المحلية والمنظمات الدولية، مع التركيز على تدريب كوادر يمنية متخصصة في نزع المتفجرات.
كما كشف عن خطط لتنفيذ حملات توعية للمواطنين حول كيفية التعامل مع الأجسام المشبوهة، بالتزامن مع عمليات التطهير.
يُذكر أن مشروع "مسام"، الممول من المملكة العربية السعودية، تمكن منذ تدشينه عام 2018 من تطهير أكثر من 350 ألف لغم وعبوة ناسفة، وإنقاذ آلاف الأرواح، وفقًا لأحدث تقارير المشروع.