”المحسن الصغير”.. مبادرة تربوية لتعزيز ثقافة العطاء

أعلنت وزارة التعليم، بالتعاون مع منصة إحسان، عن إطلاق مبادرة جديدة تحمل اسم "المحسن الصغير"، تهدف إلى تشجيع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا على ممارسة العمل الخيري بطريقة سهلة وآمنة. تأتي هذه المبادرة كخطوة مبتكرة لغرس قيم العطاء والتكافل الاجتماعي في نفوس الطلاب منذ الصغر، وتمكينهم من المساهمة في دعم المشاريع الإنسانية والتنموية وفق اهتماماتهم.
انطلاق التسجيل في مبادرة "المحسن الصغير"
حددت الوزارة يوم 2 مارس 2025 كموعد رسمي للبدء في تسجيل طلاب المرحلة الابتدائية للاستفادة من الخدمة. وأكدت أن عملية التسجيل ستكون متاحة عبر رابط إلكتروني رسمي ستنشره الوزارة عبر منصاتها الرسمية، مما يسهل على أولياء الأمور تسجيل أبنائهم ومتابعة مساهماتهم الخيرية.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الدراسات التي أكدت أهمية إشراك الأطفال في الأنشطة الخيرية بطريقة مدروسة، تعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية المجتمعية، وتساعدهم على فهم قيمة العطاء من خلال تجارب عملية مناسبة لأعمارهم.
الأهداف التربوية والاجتماعية للمبادرة
تسعى مبادرة "المحسن الصغير" إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التربوية والمجتمعية المهمة، أبرزها:
غرس روح العطاء والمساهمة في المجتمع لدى الأطفال منذ سن مبكرة.
تعزيز ثقافة العمل الخيري الرقمي عبر توفير منصة آمنة وسهلة الاستخدام.
تعليم الأطفال كيفية اختيار المشاريع الخيرية المناسبة التي تتماشى مع اهتماماتهم ورغباتهم.
تنمية الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية وتحفيز الأطفال ليكونوا فاعلين في تطوير مجتمعهم.
وتؤكد وزارة التعليم أن هذه المبادرة ستتيح للأطفال فرصة التبرع للمشروعات الخيرية بطرق مبتكرة تناسب أعمارهم، مثل المساهمة في برامج دعم الأيتام، أو توفير الوجبات الغذائية للأسر المحتاجة، أو دعم المشاريع البيئية والتعليمية.
تعاون بين "التعليم" ومنصة "إحسان" لتعزيز العمل الخيري
تأتي هذه المبادرة ضمن شراكة استراتيجية بين وزارة التعليم والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، التي تشرف على منصة إحسان الخيرية. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز ثقافة التبرع الإلكتروني بين الأجيال الناشئة، ودمج التقنيات الحديثة في تسهيل العمل الخيري، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وقد تم تصميم منصة "المحسن الصغير" بحيث توفر تجربة سلسة وآمنة للأطفال، مع وجود إشراف من قبل أولياء الأمور لضمان توجيه التبرعات إلى المشاريع المناسبة.
"المحسن الصغير".. خطوة نحو بناء جيل معطاء
تمثل هذه المبادرة نموذجًا حديثًا لدمج الأطفال في الأنشطة الإنسانية بطرق تتناسب مع طبيعتهم وتوجهاتهم الرقمية، مما يتيح لهم فرصة التعلم بالممارسة. ومن خلال هذه التجربة، يمكن للأطفال تنمية شعورهم بالمسؤولية تجاه مجتمعهم، وفهم أهمية التعاون والمساهمة في تحسين حياة الآخرين.
وتأمل وزارة التعليم ومنصة إحسان أن تحقق المبادرة نجاحًا كبيرًا، ليكون "المحسن الصغير" نواة لجيل واعٍ يدرك قيمة العطاء وأثره في بناء مجتمع متماسك ومتكافل.