تحولات كبرى حدثت في 3 رمضان.. صراعات سياسية وإنجازات حضارية

شهد اليوم الثالث من شهر رمضان عبر التاريخ الإسلامي العديد من الأحداث البارزة التي تركت بصمات عميقة على مسار الأمة الإسلامية. نستعرض فيما يلي أبرز هذه الأحداث:
وفاة فاطمة الزهراء رضي الله عنها (11 هـ / 632 م)
في الثالث من رمضان عام 11 هـ، توفيت فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وزوجة الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأم الحسن والحسين رضي الله عنهما. كانت فاطمة الزهراء معروفة بالتقوى والورع، وكانت الأقرب إلى قلب والدها النبي الكريم. شكلت وفاتها حدثًا جللًا في التاريخ الإسلامي، حيث فقد المسلمون رمزًا للطهر والعفة والصبر.
حادثة التحكيم بين علي ومعاوية رضي الله عنهما (37 هـ / 658 م)
في الثالث من رمضان عام 37 هـ، عُقد التحكيم بين الخليفة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وذلك بعد موقعة صفين التي وقعت في محرم من نفس العام. جاء هذا التحكيم في محاولة لحقن دماء المسلمين وإنهاء الخلاف بين الطرفين. ومع ذلك، أدى هذا الحدث إلى انقسام المسلمين وظهور فرق مختلفة، منها الشيعة الخوارج، مما أثر على وحدة الأمة الإسلامية في ذلك الوقت.
وفاة مروان بن الحكم (65 هـ / 683 م)
في الثالث من رمضان عام 65 هـ، تُوفي مروان بن الحكم، مؤسس الدولة الأموية الثانية. كان مروان فقيهًا وثقة من رواة الحديث، وله العديد من الإنجازات الحضارية، مثل ضبط المكاييل والأوزان للقضاء على الغش. تُوفي بدمشق، وشكلت وفاته نهاية مرحلة مهمة في التاريخ الإسلامي.
تولي الحكم المستنصر بالله الخلافة في الأندلس (350 هـ / 962 م)
في الثالث من رمضان عام 350 هـ، تولى الحكم المستنصر بالله الخلافة الأموية في الأندلس بعد وفاة والده الخليفة الناصر. اشتهر الحكم بعشقه للعلم واقتناء الكتب، حتى عجّت مكتبته بنحو أربعمائة ألف مجلد. ازدهرت الأندلس في عهده بالعمران والعلوم والفتوحات، وكان له دور بارز في استكمال بناء مدينة الزهراء التي بدأها والده.
استشهاد الأمير رابح بن الزبير (1307 هـ / 1890 م)
في الثالث من رمضان عام 1307 هـ، استشهد القائد المسلم الأمير رابح بن الزبير، الذي أقام مملكة إسلامية في منطقة تشاد، كانت عاصمتها مدينة ديكوا. جاء استشهاده بعد غزو الفرنسيين لمملكته والدخول إلى العاصمة، مما شكل نهاية لمقاومته البطولية ضد الاستعمار.
دخول جلال الدولة سلطان بني بويه إلى بغداد (418 هـ / 1027 م)
في الثالث من رمضان عام 418 هـ، دخل أبو طاهر جلال الدولة، سلطان بني بويه، إلى بغداد بعد أن خرج الخليفة القادر للقائه واستوثق منه. بهذا الدخول، استقر جلال الدولة في بغداد، مما عزز نفوذ بني بويه في المنطقة وأثر على الخريطة السياسية للخلافة العباسية في ذلك الوقت.
هذه الأحداث المتنوعة التي وقعت في الثالث من رمضان عبر التاريخ الإسلامي تعكس التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي شهدتها الأمة، وتبرز أهمية هذا اليوم في الذاكرة الإسلامية.