حكم تغيير النية في الصلاة: متى تبطل ومتى تصح؟

يواجه بعض المصلّين مشكلة الشك أو التردد في النية أثناء الصلاة، مما يثير تساؤلات حول صحة عبادتهم. فهل يُبطل الظن الخاطئ الصلاة؟ وماذا لو دخل الشخص في صلاة العصر بدل الظهر عن طريق الخطأ؟ هذه المسائل الفقهية من القضايا المهمة التي يجب على المسلم إدراكها، حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة.
متى يكون تغيير النية غير مؤثر؟
إذا شرع المصلّي في أداء صلاة الظهر بنيّة صحيحة، ثم أثناء الصلاة انتابه توهّمٌ أو شكّ بأنه يصلّي العصر بدلاً منها، فإن ذلك لا يؤثّر على صحة الصلاة، بشرط أن يظل متمسكًا بنيته الأصلية دون القيام بأي فعل ينافيها. فالنية المطلوبة لصحة الصلاة تتحقق عند تكبيرة الإحرام، ولا يُشترط استحضارها طوال الصلاة، بل يكفي استمرار حكمها بعدم نية القطع. وهذا يعني أن مجرد الوساوس أو الشكوك لا تُبطل الصلاة.
ماذا لو صُلِّيت صلاة العصر بدل الظهر خطأً؟
أما في حال دخل المصلي في الصلاة بنيّة العصر بدلًا من الظهر، وكان وقت الظهر لا يزال قائمًا، فإن صلاته لا تكون صحيحة وفق جمهور العلماء. والسبب في ذلك هو أن الترتيب بين الصلوات المفروضة واجب، ولا يجوز تقديم العصر على الظهر إذا لم يخرج وقتها بعد. في هذه الحالة، يجب على المصلّي قطع صلاته فور إدراك الخطأ، ثم إعادة النية وأداء صلاة الظهر أولًا قبل أن يُصلّي العصر.
هل يجوز تغيير النية أثناء الصلاة؟
تغيير النية من صلاة معينة إلى أخرى خلال الصلاة غير جائز، ويبطل الصلاة مباشرة. فإذا دخل شخص في صلاة الظهر، ثم أراد أن يغيّر نيته إلى صلاة العصر أثناء الصلاة، فإن ذلك يُعدّ مناقضًا لشرط تعيين النية قبل الشروع في الصلاة، مما يجعلها غير صحيحة. ولذلك، ينبغي على المسلم أن يكون حاضر الذهن، ومحدد النية للصلاة المعينة قبل البدء فيها، وألا يُبدلها بعد الشروع في العبادة.
ماذا لو أخطأت في النية عن جهل؟
إذا صلّى الشخص صلاة الظهر بنيّة العصر نتيجة جهله بالحكم الشرعي، فإن صلاته غير صحيحة، لأن تعيين النية شرط أساسي في صحة الصلاة. وقد قال النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". ومع ذلك، فإن الجهل بالحكم قد يكون عذرًا في بعض الحالات، خاصة لمن كان حريصًا على أداء الصلاة لكنه لم يكن على علم بوجوب تحديد النية بدقة. في هذه الحالة، يُنصح المسلم بالتوبة والاستغفار، إلى جانب تعلم أحكام الصلاة لضمان عدم تكرار الخطأ. وإذا أمكن إعادة تلك الصلاة، فذلك أولى وأحوط للخروج من الخلاف الفقهي، وحرصًا على صحة العبادة.
النية شرط أساسي لصحتها
النية في الصلاة ليست مجرد لفظ، بل هي شرط أساسي لصحتها، ولا يجوز تغييرها أثناء الصلاة. كما أن الخطأ في تعيين النية قد يُبطل الصلاة، خاصة إذا قدّم الإنسان صلاة على أخرى بدون ترتيب. لذا، يجب على المسلم أن يحرص على تصحيح نيته قبل البدء في الصلاة، ويكون على دراية بأحكامها حتى يؤديها بشكل صحيح ومقبول.