كيف تأثرت أسواق الأسهم بتهديدات ترامب الجمركية؟
لقد تعرضت سوق الأسهم الأمريكية لبعض الضربات حتى الآن في عام 2025، فبعد المكاسب التي حققتها في عام 2024 كان أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية الممتازة أقل من أداء المؤشرات الأوروبية في يناير، كما أثر برنامج DeepSeek الصيني بشكل كبير على أسهم الرقائق الأمريكية، والآن تؤثر حروب الرئيس ترامب التجارية أيضًا على معنويات السوق.
أداء أسواق الأسهم في شهر فبراير
شهدت أسواق تداول الأسهم العالمية خلال شهر فبراير تباينًا ملحوظًا في أدائها، متأثرة بعوامل اقتصادية وسياسية متعددة، فيما يلي نظرة سريعة على أداء بعض الأسواق الرئيسية:
فى 21 فبراير تعرضت سوق الأسهم الأمريكية لخسارة أكثر من 900 مليار دولار فى يوم واحد، مما يعد أسوأ أداء لها خلال العام، وشهدت المؤشرات الرئيسية، التي تشمل مؤشر داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 تراجعًا ملحوظًا، على خلفية تصاعد التهديدات التجارية التي فرضها الرئيس ترامب على واردات الصلب والألومنيوم بنسبة 25%.
ولكن على الرغم من التوترات التجارية والتهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة من قبل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، إلا أن مؤشر ستوكس 600 الأوروبي سجل ارتفاعًا بنحو 9.7% خلال فبراير، هذا الأداء الجيد يعكس مرونة الأسواق الأوروبية في مواجهة التحديات.
الدوران التكنولوجي العظيم في عام 2025
انخفضت أسهم شركة نيفادا بنسبة 13% حتى الآن هذا العام، وتم إقصاؤها من المركز الأول كأكثر شركة قيمة في العالم، خسر قطاع التكنولوجيا الإجمالي في الولايات المتحدة أكثر من 2% في الشهر الماضي، وانخفض قطاع أشباه الموصلات (الذي كان جوهرة تاج مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في العام الماضي) بنحو 10% حتى الآن هذا العام.
وهذا يشير إلى بعض الأشياء، أولاً، هناك دوران مستمر، حيث تخرج شركات التكنولوجيا وخاصة منتجي الأجهزة ومصنعي الرقائق من دائرة الاهتمام، في حين يجتذب قطاع الذهب وشركات الإعلام والصلب والرعاية الصحية الجزء الأكبر من تدفقات المستثمرين حتى الآن هذا العام، ثانيًا، هناك أيضًا دوران مستمر داخل التكنولوجيا، بمعني أن الأمور تتغير أيضًا بالنسبة لـ Magnificent 7، فنجد أن أسهم كل من شركة نيفادا وآبل وتسلا هي الأضعف أداءً حتى الآن هذا العام، في حين أن أسهم شركة ميتا هي الأفضل أداءً على الإطلاق، وهذا أيضًا انعكاس منذ عام 2024.
كان هناك بعض القلق من أنه إذا ضعفت أسهم شركة نيفادا فسيؤدي ذلك إلى انخفاض المؤشر بالكامل، ومع ذلك، قد لا يكون هذا هو الحال، يمكنك رؤية الارتباط الضمني لمدة شهر واحد لأكبر 50 سهمًا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فنجد أن الارتباط الضمني تحرك إلى أعلى، لكنه لم يتحرك إلى المستويات القصوى التي رأيناها في عام 2024، وهذا يشير إلى أنه إذا انخفضت بعض الأسهم فإن البعض الآخر يرتفع مما يحافظ على استقرار الارتباط الضمني، ولا يعتقد المستثمرون أن هذا سيتغير في الأسابيع المقبلة.
الأسواق تتأثر بسبب مخاوف الحرب التجارية
تأثرت أسواق الأسهم العالمية بشكل كبير بسبب التهديدات الجمركية التي فرضها ترامب على كندا والمكسيك بنسبة 25% في بداية شهر فبراير والتي تسببت في موجة بيع دفعت مؤشر داو جونز إلى الانخفاض بأكثر من 600 نقطة، كما شهدت بعض الأسواق الأوروبية الآسيوية انخفاضات بعد أن حذر الرئيس الأمريكي من أن الاتحاد الأوروبي سيتأثر "قريبًا جدًا" بتعريفات مماثلة، وانخفضت أسهم شركات صناعة السيارات الأوروبية التي تقاس بمؤشر ستوكس 600، من المرجح أن تتضرر شركات صناعة السيارات الألمانية (التي تصدر عشرات الآلاف من السيارات إلى الولايات المتحدة سنويًا من المكسيك) بشدة من التعريفات الجديدة، الجدير بالذكر أن حوالي ثلثي سيارات فولكس فاجن المتجه إلى الولايات المتحدة يتم إنتاجها في المكسيك.
ومع ذلك، تحولت المشاعر السلبية في السوق ومحت الأسهم الكثير من خسائرها بعد أن وافقت المكسيك على تقديم المزيد من الدعم الحدودي لتأخير الرسوم الجمركية لمدة شهر لكسب الوقت لمزيد من المفاوضات، وفي وقت لاحق، اتخذت كندا خطوة مماثلة، مما يشير إلى بعض المحللين أن تهديدات ترامب بالتعريفات الجمركية هي أداة تفاوض.
ارتفاع مخاوف التضخم والركود
كتب دويتشه بنك الألماني أن التعريفات الجديدة متى دخلت حيز التنفيذ ستؤثر على حوالي 44% من جميع الواردات إلى الولايات المتحدة بقيمة حوالي 1.35 تريليون دولار، ومن المرجح أن ترفع التضخم الأمريكي بنسبة تصل إلى 1%.
بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين، قد تعني التدابير ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل النفط والإلكترونيات والبقالة، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة تكلفة المعيشة الحالية، وقد حذر بعض خبراء الاقتصاد من أن ارتفاع التضخم قد يدفع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الحفاظ على أسعار الفائدة أو زيادتها
وأضاف دويتشه بنك أيضًا إن التعريفات الجمركية المستدامة ستكون "أكبر بكثير في الحجم الاقتصادي" للاقتصادين الكندي والمكسيكي مقارنة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، ويتوقع البنك أن يدخل كلا البلدين في ركود في الأسابيع المقبلة.
من المتوقع أن تضيف التعريفات الجمركية 60 مليار دولار من التكاليف لصناعة السيارات في أمريكا الشمالية، وفقًا لتقرير بلومبرج، نقلاً عن بحث من مستشار السيارات أليكس بارتنرز، وتوقعت بيانات منفصلة من شركة وولف للأبحاث أن يرتفع متوسط سعر السيارة الجديدة في الولايات المتحدة بنحو 3000 دولار.
وفي خضم المخاوف من أن الاتحاد الأوروبي يقع أيضًا تحت تهديدات ترامب الجمركية، حذرت الدبلوماسية البارزة في الاتحاد الأوروبي "كاجا كالاس" من أنه "لا يوجد فائزون في الحروب التجارية".
عندما تولى منصبه في 20 يناير، وقع ترامب على أمر تنفيذي للتحقيق فيما إذا كانت الدول الأجنبية تفرض ضرائب تمييزية على الشركات الأمريكية، ويستهدف هذا التحقيق في المقام الأول الاتحاد الأوروبي ومن المقرر نشر النتائج في الأول من أبريل.
توقعات سوق الأوراق المالية
حتى الآن، لم يكن لهذا تأثير ضار على مؤشر S&P 500 ككل: فمع انخفاض بعض الأسهم ترتفع أسهم أخرى، ومع ذلك، فقد أوقف ارتفاع سوق الأوراق المالية من عام 2024.
من المعروف أن اختيار الأسهم صعب للغاية لكنه قد يؤتي ثماره في هذه السوق، ومع ذلك، إذا كنت تفضل الالتزام بتداول المؤشرات، فإن الزيادة الطفيفة في الارتباط الإيجابي بين أكبر شركات S&P 500 حتى الآن هي أخبار جيدة، لأنها تشير إلى أن التعريفات الجمركية التي فرضها دونالد ترامب ليست المحرك الوحيد للمؤشرات الأمريكية، حتى لو كانت تسرق الأضواء الإعلامية.
كيف تختار الأسهم الناجحة؟
منذ البداية، يجب أن تعلم أنه لا توجد خوارزمية أو صيغة مضمونة تضمن النجاح، فبالرغم من وجود العديد من الأسهم، إلا أن هناك الآلاف من فلسفات الاستثمار والخطط والاستراتيجيات والعقليات التي يستخدمها المستثمرون للتعامل مع السوق، كمستثمر جديد أو حتى كمشارك متمرس في السوق يعيد النظر في نهجه، من المفيد أن تفهم المبادئ التالية قبل اختيار الأسهم:
1 .لا شيء مضمون في سوق الأسهم
أول شيء يجب أن يعرفه المستثمرون المبتدئون حول اختيار الأسهم هو أنه في عالم الاستثمار لا شيء مضمون، فلا أحد لديه معرفة حقيقية ما إذا كان السهم سيحقق أداءً جيدًا، ولهذا السبب يجب أن يتم اختيار الأسهم بحذر ويجب أن يدرك المستثمرون أن السوق مليء بالمفاجآت.
وبالتالي فإن أفضل طريقة للاستعداد لهذه المفاجآت هي من خلال التنويع، فامتلاك أسهم من مجموعة متنوعة من القطاعات يمكن أن يضيف الاستقرار إلى محفظتك الاستثمارية، لأنه عندما ينهار قطاع ما، فمن المرجح أن يزدهر قطاع آخر، ويجب أن يمتلك مستثمرو الأسهم ما لا يقل عن خمسة إلى عشرة مراكز مختلفة، ولا ينبغي لأي مركز أن يشكل أكثر من 10% إلى 20% من إجمالي المحفظة الاستثمارية.
تذكر أن "التنويع لا يضمن الربح أو يحمي من الخسارة"، فبينما كان سوق الأسهم يتجه تاريخيًا إلى الارتفاع على المدى الطويل، فمن المرجح أن تواجه مطبات على طول الطريق.
2 .اعرف أهدافك والإطار الزمني وتحمل المخاطر
إذا كنت لا تزال ترغب في اختيار أسهمك الخاصة، فإن الخطوة التالية هي تحديد أهدافك والإطار الزمني وتحمل المخاطر.
إذا كنت مستثمرًا يريد تجميع محفظة أسهم بملايين الدولارات بحلول الوقت، فقد ترغب في اضافة أسهم عالية المخاطر وعالية المكافأة، أما إذا كانت ترغب ببساطة في اللعب بأمان وربما كسب القليل من الدخل ففكر في الشركات ذات القيمة العالية والأسهم ذات العائدات.
3 .البحث الجيد
الآن بعد أن أصبحت لديك فكرة عما تبحث عنه يمكن أن تبدأ المهمة الحقيقية، فلا أحد يشتري منتجًا أو خدمة دون معرفة ماهيته وما يأمل في الحصول عليه منه، وتنطبق نفس الفلسفة على الاستثمار.
إن العناية الواجبة هي المفتاح لاختيار الأسهم، يخصص المستثمرون المحترفون الوقت لمراجعة التقارير المالية للشركات والنظر في آراء المحللين قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية، ويستخدم المستثمرون استراتيجيتين أساسيتين للبحث عن الأسهم: التحليل الأساسي والتحليل الفني.
عادةً ما يتم استخدام التحليل الأساسي لاتخاذ (أو) التحقق من صحة قرارات الاستثمار الأطول أجلاً، في حين يتم استخدام التحليل الفني في كثير من الأحيان لقرارات التداول الأقصر أجلاً.
التحليل الأساسي
يقوم التحليل الأساسي بتقييم السهم بناءً على مزايا الشركة التي تقف وراءه، يستخدم المستثمرون التقارير السنوية للشركة والمكالمات الجماعية الفصلية وقواعد البيانات التابعة لجهات خارجية لتحليل العلامات الحيوية للشركة مثل نمو الأرباح والربحية ونمو الإيرادات، وقد يقارنون أيضًا مقاييس الشركة بمقاييس "الأقران لتحديد السعر المعقول للأسهم".
توجد بعض المؤشرات الأساسية الشائعة التي يجب الانتباه إليها تشمل:
- نسبة السعر إلى الأرباح (P/E): هذا هو السعر الحالي للسهم مقسومًا على أرباح الشركة لكل سهم، يخبرك ذلك عن المبلغ الذي تدفعه مقابل كل دولار من الأرباح.
- نسبة السعر إلى المبيعات (P/S): إذا لم يكن لدى الشركة تاريخ أرباح كافٍ لجعل نسبة السعر إلى الأرباح ذات مغزى، فإن نسبة السعر إلى المبيعات هي بديل جيد، تقيس هذه النسبة سعر الشركة نسبة إلى إيراداتها، يمكن أن تكون أيضًا مقياسًا أفضل عند مقارنة الشركات في الصناعات التي تعتبر الإيرادات محركًا رئيسيًا لها، مثل الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا أو الأسهم عالية النمو، قد يكون ارتفاع نسبة السعر إلى المبيعات علامة على أن السهم مبالغ في قيمته.
- نسبة السعر إلى القيمة الدفترية (P/B): هناك بديل أو مكمل آخر للنسب السابقة وهو نسبة السعر إلى القيمة الدفترية، وهي توضح السعر الذي يرغب المستثمرون في دفعه لكل دولار من أصول الشركة، ويمكن أن تكون مفيدة في تقييم الشركات التي لديها أصول مادية كبيرة مثل شركات العقارات أو البنوك.
يمكنك مقارنة هذه المقاييس عبر الشركات لمعرفة مدى تفوق السهم على نظرائه، ولكن يمكنك أيضًا إلقاء نظرة على كيفية تغير مقاييس الشركة بمرور الوقت لقياس مدى تقدمها.
التحليل الفني
يركز التحليل الفني على السهم وليس الشركة، حيث يستخدم بيانات التداول التاريخية مثل سعر السهم وحجم التداول، لمحاولة التنبؤ باتجاه سعره المستقبلي من خلال البحث عن الاتجاهات أو الأنماط، قد يكون هذا هو الأسلوب المناسب لك إذا كنت تحب تحليل الرسوم البيانية.
يقول أحد الخبراء إن المستثمرين الذين يشتركون في هذه الاستراتيجية يعتقدون أن الرسوم البيانية للأسهم تعكس الحكمة الجماعية لسوق واسعة من المستثمرين.