اكتشاف فيروس خفافيش جديد في الصين.. هل يشكل خطرًا على البشر؟

أثار اكتشاف أكاديمية العلوم الصينية لفيروس تاجي جديد في الخفافيش تساؤلات حول احتمالية انتقاله إلى البشر بنفس الطريقة التي انتقل بها فيروس كوفيد-19. ومع تصاعد الاهتمام بهذه الأبحاث، أوضح وكيل وزارة الصحة السعودي، الدكتور عبدالله عسيري، حقيقة هذا الفيروس ومدى خطورته، مما وضع الأمور في سياقها العلمي الصحيح.
هل الفيروس جديد؟ خبير صحي يوضح
أكد الدكتور عبدالله عسيري، عبر منشور على حسابه في منصة X، أن هذا الفيروس ليس اكتشافًا جديدًا بالكامل، بل هو سلالة من فيروسات كورونا المعروفة منذ عام 2006، والتي تم العثور عليها سابقًا في الخفافيش. الجديد في الأمر هو أن العلماء تمكنوا من تأكيد قدرة هذه السلالة على الارتباط بالمستقبلات الخلوية في الجهاز التنفسي البشري، مما يعني أنها نظريًا قد تكون قادرة على إصابة الإنسان.
التنوع البيولوجي للفيروسات في الطبيعة
أشار الدكتور عسيري إلى أن هذا الاكتشاف يوضح مدى التنوع البيولوجي الكبير لفيروسات كورونا، وقدرتها على التكيف مع مجموعة واسعة من الكائنات الحية، بما في ذلك البشر. فالخفافيش تُعرف بكونها حاضنًا طبيعيًا لعدد كبير من هذه الفيروسات، مما يجعل دراستها أمرًا مهمًا لفهم طبيعة انتقالها وتطورها عبر الزمن.
هل هناك خطر حقيقي على البشر؟
طمأن الدكتور عسيري الجميع بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق حاليًا، حيث إن هذه الدراسات تساعد العلماء على فهم سلوك الفيروسات بشكل أعمق، مما يمكنهم من التنبؤ بمخاطر الأوبئة المستقبلية واتخاذ التدابير المناسبة للوقاية منها. كما أن مجرد قدرة الفيروس على الارتباط بمستقبلات الجهاز التنفسي لا تعني بالضرورة أنه سينتقل إلى البشر بسهولة أو سيتسبب في تفشي وباء جديد.
أهمية هذه الدراسات في مواجهة الأوبئة
تساهم مثل هذه الأبحاث في تعزيز الجاهزية العالمية لمواجهة الفيروسات المستجدة، حيث إنها توفر معلومات قيمة حول طبيعة تطور الفيروسات في الطبيعة، وكيفية تفاعلها مع البيئات المختلفة والكائنات الحية. ومع التقدم العلمي المستمر، يصبح من الأسهل تطوير استراتيجيات للوقاية من الأوبئة المحتملة قبل أن تتحول إلى تهديد صحي عالمي.
بهذا الاكتشاف، يتأكد مرة أخرى أن العلم هو خط الدفاع الأول ضد الأوبئة المستقبلية، وأن المراقبة المستمرة للفيروسات في الحيوانات تساعد في حماية البشرية من أي مخاطر محتملة.