مفتي مصر السابق: احتمال إلغاء النار في الآخرة وارد

أثار الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، جدلًا واسعًا بعد تصريحه بأن احتمال إلغاء النار في الآخرة وارد، وفقًا لما يراه بعض علماء أهل السنة والجماعة. جاء حديثه خلال مقابلة تلفزيونية عبر برنامج "سؤال مباشر" مع الإعلامي خالد مدخلي على قناة العربية، حيث أوضح أن هذا الرأي ليس بجديد، بل هو جزء من النقاشات الفقهية القديمة التي تناولها عدد من العلماء عبر التاريخ.
رحمة الله فوق كل شيء
أكد علي جمعة أن الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده، لكنه قد يخفف وعيده، مشيرًا إلى أن فكرة فناء النار أو إلغائها ليست مستحدثة، بل هي من المسائل التي ناقشها العلماء في إطار تجليات رحمة الله الواسعة. ولفت إلى أن هذا الرأي يتماشى مع المعتقدات التي تداولها علماء أهل السنة والجماعة، حيث يرى بعضهم أن النار قد تكون مؤقتة وليست أبدية، وأن الله قد يختار إنهاءها وفقًا لمشيئته.
آراء العلماء وتاريخ المسألة
أوضح المفتي السابق أن هذه المسألة ليست محض اجتهاد شخصي، بل استند فيها إلى آراء علماء بارزين مثل ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، اللذين ناقشا احتمالية زوال النار يومًا ما. كما أكد أن الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين تحدثوا عن هذه الفكرة على مدار العصور، مما يعني أنها ليست بدعة أو رأيًا مستحدثًا، بل جزء من الموروث الفقهي القديم.
ردود الفعل على التصريح
تصريحات علي جمعة أثارت تفاعلات متباينة بين مؤيدين ومعارضين. فبينما رأى البعض أن حديثه يعكس بعدًا رحيمًا في العقيدة الإسلامية، رأى آخرون أن هذا الطرح قد يثير التباسًا دينيًا لدى العامة، خصوصًا في ظل الاعتقاد السائد حول أبدية الجنة والنار. كما تساءل البعض عن الأسس الشرعية التي بني عليها هذا الرأي، وما إذا كانت هناك أدلة قاطعة تدعمه.
إعادة النظر في المفاهيم العقائدية
يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه الساحة الإسلامية نقاشات متزايدة حول بعض المفاهيم العقائدية، ومدى إمكانية إعادة تفسيرها في ضوء الفهم الحديث للنصوص الدينية. ويطرح هذا التصريح تساؤلات حول كيفية التوفيق بين النصوص القطعية والمفاهيم الفقهية، ومدى إمكانية أن يكون هناك تفسير أكثر عمقًا لفكرة العذاب الأخروي في ظل رحمة الله الواسعة.