• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

شهدت شركات السيارات الصينية تقدمًا ملحوظًا على الساحة العالمية، حيث تجاوزت شركات مثل "بي واي دي" و"جيلي" الشركات الغربية من حيث الصادرات، لتصل صادرات الصين من السيارات إلى 4.7 مليون سيارة في عام 2023، بدعم من زيادة إنتاج محركات الاحتراق الداخلي إلى جانب السيارات الكهربائية.

وبحسب تقرير "إيكونوميست"، كانت البداية غير مبشرة لشركة "بي واي دي" في عام 2009، حيث تم تقييم سياراتها في معرض ديترويت ووجدت أنها لم تكن تلبي المعايير العالمية. ولكن منذ ذلك الحين، شهدت صناعة السيارات الصينية تحولًا جذريًا، حيث أصبحت الصين أكبر مصنع للسيارات في العالم، متفوقة بذلك على العديد من الشركات الكبرى.

وقد نجحت "بي واي دي" في التفوق على تسلا لتصبح أكبر منتج عالمي للسيارات الكهربائية بالكامل، كما أنها متفوقة أيضًا في قطاع السيارات الهجينة القابلة للشحن. ووفقًا لتقرير "إيكونوميست"، ساهمت الشركة في تعزيز حصة السوق الصينية من السيارات على حساب الشركات الأجنبية.

توسعت الشركات الصينية مثل "بي واي دي"، "جيلي"، و"شيري"، لتجعل الصين أكبر مصدر للسيارات في العالم، متفوقة على ألمانيا واليابان في هذا المجال. ويتوقع الخبراء أن الشركات الصينية تطمح الآن إلى إزاحة فولكس فاغن وتويوتا من القمة في صناعة السيارات العالمية.

بالرغم من تلك النجاحات، فإن الشركات الصينية تواجه تحديات كبيرة، منها الرسوم الجمركية التي فرضتها أميركا على صادراتها بنسبة 100%، مما يعوق دخول السيارات الكهربائية الصينية إلى السوق الأميركية. كما أن الولاء للعلامات التجارية المحلية في اليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع الهند، أبقت الشركات الصينية بعيدة عن هذه الأسواق.

ومع ذلك، لم تقف الشركات الصينية مكتوفة الأيدي، بل حولت تركيزها إلى أسواق جديدة في جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا، حيث حققت تقدمًا ملحوظًا في العديد من هذه المناطق. ففي روسيا، ارتفعت حصة السيارات الصينية من 9% في عام 2021 إلى 61% في عام 2023، فيما تشهد أسواق مثل أميركا اللاتينية، والشرق الأوسط، وأفريقيا، نموًا كبيرًا في مبيعات السيارات الصينية.

وفي خطوة لتوسيع نفوذها عالميًا، بدأت الشركات الصينية في إنشاء مصانع خارج الصين، مثل مصانع "بي واي دي" في تايلاند وأوزبكستان، مع خطط لإنشاء مصانع جديدة في البرازيل والمجر وتركيا وغيرها من البلدان.

ورغم التحديات، تستمر الشركات الصينية في الابتكار والانتشار، معززة بآمال كبيرة في تغيير معالم سوق السيارات العالمي.