لاري إليسون: ثورة الذكاء الاصطناعي تتفوق على كل الاكتشافات السابقة
في حديث استضافه رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق، توني بلير، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي، أكد لاري إليسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل"، أن ثورة الذكاء الاصطناعي تعد أكثر تأثيرًا من أي اكتشافات علمية سابقة، بما في ذلك الثورة الصناعية. وأشار إليسون إلى أن الذكاء الاصطناعي الخارق سيغير طريقة حياتنا بشكل جذري، بما في ذلك في مجالات حيوية مثل الصحة، والزراعة، والاقتصاد.
الذكاء الاصطناعي: ثورة متفوقة على الثورة الصناعية
وأضاف إليسون أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تصميم حياتنا في جميع المجالات، بما في ذلك الحكومة، حيث من شأن توحيد البيانات والذكاء الاصطناعي أن يتيح للأنظمة الحكومية التنبؤ بالمشكلات الصحية والزراعية والاقتصادية قبل وقوعها. هذا سيُمكن الحكومات من تقديم حلول فعالة بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يحسن بشكل كبير الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأشار إلى أن هذه الثورة التكنولوجية ستغير الكثير في حياتنا اليومية، خاصة في الطب. وتوقع إليسون أن الذكاء الاصطناعي سيكون قادرًا قريبًا على تشخيص الأمراض مثل السرطان في مراحلها المبكرة، وتصميم العلاجات واللقاحات المخصصة لكل نوع من أنواع المرض.
التكنولوجيا وتصميم الحكومات المستقبلية
خلال الحوار، أكد توني بلير أن التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية، مثل الصحة والتعليم، ستحدث تحولات كبيرة في كيفية تقديم الخدمات للمواطنين. وسأل بلير إليسون عن تأثير هذه التقنيات على تطوير العلوم، ليجيب الأخير بأن هذه التطورات العلمية ستؤدي إلى تحولات اقتصادية واجتماعية هائلة. على سبيل المثال، أشار إلى تطوير "أوراكل" للجيل القادم من المحاصيل الزراعية التي يمكن زراعتها في المياه المالحة، وكذلك القمح الذي لا يتطلب إخصاب الأراضي.
دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الخدمات الحكومية
فيما يتعلق بكيفية استفادة الحكومات من الذكاء الاصطناعي، أوضح إليسون أن توفير البنية التحتية اللازمة، مثل جمع البيانات الصحية والزراعية في صيغة موحدة، هو أول خطوة نحو تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي. هذه البيانات ستساعد في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها التنبؤ بالمشاكل وتقديم الحلول قبل وقوعها.
وأشار إليسون إلى أهمية البنية التحتية الرقمية الآمنة، مثل مراكز البيانات والخدمات السحابية، لحماية البيانات وضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن. كما كشف عن خطط "أوراكل" لاستبدال أنظمة كلمات المرور الحالية بنظام التعرف البيومتري، مثل بصمة الأصبع والصوت، لحماية البيانات بشكل أفضل.
التحديات والفرص المستقبلية
ختامًا، أكد إليسون أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لإعادة تصميم الخدمات الحكومية، بما في ذلك تقديم الرعاية الصحية بتكلفة أقل من خلال الاكتشاف المبكر للأمراض. وأضاف أن التحدي الأكبر أمام الحكومات في بعض الدول هو تحديث الأنظمة التكنولوجية القديمة، وهو ما يستلزم استثمارًا كبيرًا في الأدوات الرقمية لتعزيز كفاءة الخدمات الحكومية وتحسين نوعية حياة المواطنين.
في النهاية، أشار توني بلير إلى أن هناك فرصة رائعة أمام الحكومات لإعادة تصميم عملها باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، مما سيؤدي إلى تحسين تقديم الخدمات وتحقيق نتائج أفضل للمواطنين.