كوفية دبلوماسي سعودي سابق تتسبب في غضب أمريكي واسع

أثار ظهور الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية السابق وسفير المملكة الأسبق لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، على قناة "سي إن إن" وهو يرتدي كوفية تشبه الكوفية الفلسطينية بدلاً من الغترة البيضاء التي اعتاد ارتداءها، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. واعتبر العديد من المراقبين أن هذا الظهور لم يكن مجرد اختيار عشوائي للزي، بل رسالة سياسية واضحة في توقيت حساس، تعكس موقف المملكة الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل تصاعد السياسات الأمريكية التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين.
تزامن مع بيان الخارجية السعودية حول فلسطين
لم يأتِ ظهور الأمير الفيصل بهذه الرمزية منفصلاً عن السياق السياسي، بل جاء بعد صدور بيان رسمي من وزارة الخارجية السعودية، أكدت فيه المملكة موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، مشددة على أن الرياض لن تُقدم على إقامة أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون تحقيق حل عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. هذه التصريحات جاءت في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تطورات خطيرة، خصوصًا بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول مستقبل غزة.
تصريحات حادة ضد مخطط ترامب لترحيل سكان غزة
في لقاءه على "سي إن إن"، هاجم الأمير تركي الفيصل المقترح الذي طرحه ترامب حول تهجير سكان غزة إلى دول أخرى، واصفًا الفكرة بأنها "إبادة جماعية" و"تطهير عرقي" مرفوض في القرن الـ21. وأضاف الفيصل: "إذا جاء ترامب إلى السعودية، فسوف يتلقى تحذيراً مباشراً من القيادة هنا حول خطورة ما يقترحه"، مؤكدًا أن المشكلة الحقيقية ليست في الفلسطينيين، بل في استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
تصريحات الفيصل لم تكن مجرد رفض دبلوماسي، بل حملت إدانة شديدة اللهجة للموقف الأمريكي، إذ شدد على أن أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم ستواجه بمعارضة سعودية وعربية ودولية قوية.
تكرار الرسالة على قناة "العربية"
لم يقتصر الأمير تركي الفيصل على الظهور في القنوات الأجنبية، بل ظهر لاحقًا بنفس الزي على قناة "العربية"، في خطوة اعتبرها كثيرون تأكيدًا على أن الرسالة التي أراد إيصالها لم تكن موجهة فقط إلى الغرب، بل أيضًا إلى العالم العربي، خصوصًا في ظل تزايد الضغوط على الفلسطينيين وتهميش حقوقهم في المحافل الدولية.
السعودية والقضية الفلسطينية.. موقف ثابت رغم المتغيرات
تاريخيًا، كانت المملكة العربية السعودية من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا، ولم تتغير هذه السياسة رغم التحولات الكبيرة في المنطقة. وعلى الرغم من الحديث المتكرر عن تقارب سعودي-إسرائيلي، إلا أن الرياض أكدت مرارًا وتكرارًا أن أي تطبيع للعلاقات لن يحدث إلا في إطار حل شامل يضمن الحقوق الفلسطينية.
الرسالة التي بعث بها الأمير تركي الفيصل عبر ظهوره الإعلامي لم تكن مجرد موقف شخصي، بل جاءت لتعكس بوضوح موقف المملكة الثابت تجاه فلسطين، ولتؤكد أن السعودية لن تتنازل عن دعمها لحقوق الفلسطينيين، حتى في مواجهة الضغوط الدولية.