الخميس 6 فبراير 2025 04:01 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

ترامب يفشل في ابتزاز الخليج.. ويصطدم بموقف سعودي حاسم

الأربعاء 5 فبراير 2025 09:49 صـ 7 شعبان 1446 هـ

‏إبتزاز ترامب لن يكون أخطر مما واجهه الخليج في ولايته الاولى أو في ظل ولاية سلفه بايدن.

وضع الخليج اليوم أفضل بكثير مما كانوا عليه بداية 2017 أو نهاية 2020م.

أمنيا وعسكريا واقتصاديا وسياسيا هم اليوم في حالة استقرار تجعلهم في مساحة مناورة أوسع تحميهم من الابتزاز.

سعوديا، أكملت السعودية تحولها وانتقالها من جيل التأسيس بشكل آمن، الامير محمد بن سلمان هو الملك الفعلي لبلاده، إذ أن أخطر مراحل تحول الدول هو مرحلة الانتقال من جيل التأسيس، في منتصف 2017 صار الامير الشاب وليا لعهد بلاده ومنذ سبتمبر 2022م أضيف إليه منصب رئيس مجلس الوزراء الذي ظل كرسيا للملك على الدوام، وفيما مر من الفترة أجاد الرجل وخبر كل قواعد الحكم والسياسة ولم يعد تقلقه تحديات الانتقال أو تنقصه التجربة والدراية.

واقتصاديا أيضا قطعت المملكة في عهده شوطا مهولا في التحول الاقتصادي المتجاوز لعقدة اقتصاديات النفط كمورد واحد.

في الامارات أيضا: لم يعد الشيخ محمد بن زايد بن سلطان وليا لعهد امارة ابو ظبي التي كانت واحدة من 6 إمارات وإن كانت أهمها وأقواها، فهو منذ منتصف 2022 رئيسا للدولة بكل سلطاتها وإماراتها، واكتمال الاستقرار داخل مؤسسات الحكم أهم عوامل اتخاذ قرارات الدول.

وإضافة إلى تحولاتهما الداخلية المهمة، فالازمة الخليجية الحادة التي شهدتها بلدانهم مع دولة قطر قد انتهت بأمان وتجاوزوا تداعياتها التي كان لابد من تجاوزها، فقطر هي اللاعب الخليجي الاكثر أهمية بعد المملكة والامارات.

ومن موقع تفوق، انفتح الخليج أيضا خلال فترة بايدن انفتاحا اقتصاديا وسياسيا غير مسبوق على الصين التي تعد الخصم والمنافس الأبرز لواشنطن.

عسكريا وأمنيا، وباعتبار المشروع الايراني هو أخطر تهديد وجودي في منطقة الخليج، يدرك الجميع اليوم أن إيران وامتداداتها التخريبية في مرحلة تراجع غير مسبوقة دون أن يكون لترامب أي دور في ذلك، بل أن تعقب ما تبقى من جيوب للخطر الايراني هو مصلحة أمريكية بالقدر ذاته الذي يحتاجه الخليج.

ربما ما لا يدركه ترمب أن حقبة بايدن التي فصلت بين ولايتيه الاولى والاخيرة، استفاد منها الخليج واستغلها بشكل لن يتكرر رغم عنترياته الانتخابية التي خلقت تخوفات خليجية واسعة اثر فوزه وسقوط ترامب.

اليوم، ترامب هو أكثر احتياجا إلى الخليج من حاجتهم إليه سواء في مواجهة أزمة حكومته المالية بالاعتماد على التمويلات الخليجية كمصدر وحيد أمامه، أو في تحقيق الاستقرار والامن والسلم الدولي، الذي صار الخليج من أهم اللاعبين فيه.

كما أن التحولات اللافتة أوروبيا وغربيا ملف الصراع العربي الاسرائيلي وآليات حل الصراع، تخدم كثيرا الموقف العربي الذي تتبناه المملكة والذي يقوم على حل الدولتين وتحقيق السلام باقامة الدولة الفلسطينية كحق ثابت تقره كل مواثيق وقرارات الامم المتحدة كانت الولايات المتحدة نفسها طيلة 70 عاما أبرز الموقعين عليه.

لم يعد ترامب يخوض حملة انتخابية تستدعي منه بعض التصريحات غير الواقعية، كما ليس أمامه أن يستمر في البيت الابيض 8 سنوات فيحلم او يخطط لمشاريع وتحولات يحتاج حسمها أكثر من فترة وفترتين رئاسية، بل استعصت على غيره لعقود متوالية كانت ظروف المنطقة فيها أسوأ مما هي عليه اليوم، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي هي اليوم في موقع تفوق استثنائي، متحللة من قيود وعوائق كثيرة كانت تكبلها وتقف في طريق استقرارها وزعامتها في المنطقة.