• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

في خطوة تعكس تطور قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أطلق الصندوق العربي للطاقة، الذي يُعرف سابقًا باسم "أبيكورب"، هويته المؤسسية الجديدة في احتفالية كبرى بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسه. الحدث شهد حضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة، إلى جانب عدد من وزراء الطاقة والبترول من الدول الأعضاء في الصندوق العربي للطاقة، مما يبرز أهمية هذا التحول الاستراتيجي الذي يسعى لتعزيز استدامة الطاقة وأمنها في المنطقة.

تحديث هوية الصندوق لتعكس التحولات الاستراتيجية

تم إطلاق الهوية الجديدة للصندوق في احتفال كبير، حيث تهدف هذه الخطوة إلى مواكبة التحولات العالمية في قطاع الطاقة، بما يعزز من قدرة الصندوق على قيادة استثمارات استراتيجية في هذا المجال الحيوي. وقد أكد سمو وزير الطاقة خلال كلمته أهمية التحول في الصندوق وتحديث هويته بما يتماشى مع رؤية الدول العربية الأعضاء لتحقيق التنمية المستدامة.

الهوية الجديدة تتمثل في تصميم يعكس الوحدة والتلاحم بين الدول الأعضاء العشر في الصندوق، حيث يتكون الشعار من مثلثات متتابعة تشير إلى هذه الدول. كما يرمز التصميم الدائري إلى الاقتصاد الدائري ويمثل الرسالة التي يحملها الصندوق نحو المستقبل الأكثر استدامة وازدهارًا في قطاع الطاقة.

الشراكات الاستراتيجية ودور الصندوق في تحولات الطاقة

منذ تأسيسه قبل خمسين عامًا، أصبح الصندوق العربي للطاقة مؤسسة مالية مرموقة في قطاع الطاقة، يعمل على توجيه الاستثمارات الضرورية لمواجهة التحديات المتعلقة بتغيرات المناخ والتحولات الجذرية في قطاع الطاقة. ويعكس هذا التحول الجديد استراتيجية الصندوق الرامية إلى توسيع دور دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تبني حلول الطاقة المستدامة والفعّالة.

وفي إطار هذه التحولات، سلط سمو وزير الطاقة الضوء على أهمية المشاريع المستقبلية التي سيعكف الصندوق على تنفيذها، والتي تشمل التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وفقًا لمتطلبات الدول العربية، مع الأخذ في الاعتبار تحديات القطاع وضرورة تنوع مزيج الطاقة.

إطلاق برنامج "50" لتدريب الخريجين

ضمن الاحتفالية، أعلن الصندوق عن إطلاق برنامج "50" الذي يهدف إلى تدريب الخريجين الجدد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذا البرنامج هو فرصة لتزويد الشباب المتخصصين في قطاع الطاقة بالمعارف والخبرات العملية اللازمة، ويستمر لمدة ستة أشهر. وقد تم الاحتفال بتخرج الدفعة الأولى من هذا البرنامج في الأمسية نفسها، مما يساهم في تطوير الكوادر البشرية التي ستكون ركيزة أساسية في مستقبل قطاع الطاقة.

توطيد الشراكات والاحتفال بمرور 50 عامًا

وكانت الاحتفالية بحضور عدد من الشخصيات البارزة في مجال الطاقة، حيث تواجد معالي وزير الطاقة الإماراتي، الأستاذ سهيل محمد المزروعي، ومعالي وزير النفط الكويتي، الأستاذ طارق سليمان الرومي، ومعالي وزير النفط والغاز الليبي، الدكتور خليفة رجب عبد الصادق، إلى جانب مجموعة من الوزراء والمسؤولين، مما يعكس شراكة استراتيجية وتعاون مستمر بين الدول الأعضاء في الصندوق. كما تم تسليط الضوء على التعاون المستقبلي في مجال الطاقة المتجددة، والتي تعد أحد أولويات الصندوق خلال العقود المقبلة.