هل يُحاسب الإنسان على ضياع وقته؟

أكد الدكتور المصري يسري عزام، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين، أهمية استثمار كل لحظة من حياة الإنسان في طاعة الله والابتعاد عن ضياع الوقت في أمور غير مفيدة. جاء ذلك في تصريحات له خلال حلقة برنامج "مع الناس" الذي يعرض على قناة الناس، حيث أكد أن الدنيا مجرد "ساعة" يجب على الإنسان استغلالها بما يعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة.
وأشار عزام إلى أن العديد من الناس في الوقت الحالي يضيعون ساعات طويلة في أنشطة غير مفيدة مثل الترفيه المبالغ فيه والانشغال بما لا يحقق فائدة حقيقية. وقال: "الدنيا ساعة، فاجعلها طاعة"، موضحًا أن كل لحظة يمكن أن تكون فرصة للعبادة والعمل الصالح إذا كانت النية صادقة.
حديث سيدنا حنظلة وأبو بكر رضي الله عنهما
في سياق حديثه، ذكر الدكتور عزام حديثًا هامًا بين سيدنا حنظلة وسيدنا أبو بكر رضي الله عنهما. حيث كان حنظلة يشعر بتناقض بين حاله عندما يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه، حيث كان قلبه مليئًا باليقين عن الجنة والنار، وحالته عندما يعود إلى الحياة اليومية وينشغل بالأمور الدنيوية.
وقد عبر عن ذلك قائلًا: "نافَقَ حنظلة"، ليجد نفسه في حالة من الحزن والقلق. لكن عندما تحدث مع سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، اكتشف أنه يعاني من نفس الشعور، ليذهبا معًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لهما النبي الكريم: "لو ظللتم على الحال الذي أنتم فيه معي، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وطرقاتكم، ولكنها ساعة وساعة".
هذا الحديث يوضح أن الحياة تتكون من لحظات مخصصة للعبادة وأخرى للأعمال الدنيوية، وأن التوازن بينهما هو ما يحقق الطمأنينة والراحة النفسية.
المرح والنية الصادقة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
واختتم الدكتور يسري عزام حديثه بالتأكيد على أن لحظات المرح أو الترفيه قد تكون لله إذا كانت النية صادقة. وقال: "لحظات المرح قد تكون لله أيضًا، إذا كانت نيتنا في إسعاد الآخرين وتقديم الفرح لهم". وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعيش حياته بكل تفاصيلها، ورغم أن حياته كانت مليئة بالأعمال اليومية، إلا أن كل عمل كان يتم بنية خالصة لله تعالى.