الخميس 6 فبراير 2025 05:58 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

أين خولان؟

الأربعاء 4 ديسمبر 2024 11:27 صـ 3 جمادى آخر 1446 هـ

في عتمة صنعاء، حيث الأرصفة المتعبة تروي حكايات الظلم، تنام المدينة على أنين جديد. سحر الخولاني، ابنة قبائل خولان التي كانت المرأة فيها خطًا أحمر لا يمس، باتت اليوم أيقونة صامتة للصراخ المكبوت. قبائل طوق صنعاء، التي كانت يومًا ترى في المرأة شرف القبيلة، أليس هذا هو الإرث الذي حملته أجيالها؟ أم أن الزمن قد خطف الغيرة وألقى بها في مقابر النسيان؟

سحر، لم تكن سوى امرأة رفضت الظلم، واجهت التمييز، ونطقت بما تخافه الشفاه المرتجفة. لكنها وجدت نفسها أمام قوة غاشمة، مليشيا ترفع شعارات الدفاع عن الكرامة والشرف، بينما تذل النساء في الظلام والعلن. تلك الشعارات التي تدعي الانتصار للعرض والحق، تنهار على أقدام الحقيقة؛ فمن يهين نساء اليمن كيف يمكنه أن يدافع عن نساء فلسطين أو لبنان؟

في كل زاوية من صنعاء، همسات تتردد، تساؤلات تتصاعد: أين خولان؟ أين القبائل التي كانت تصطف كالجبال حين تُمسّ امرأة من بناتها؟ هل يمكن للصمت أن يكون سلاحًا ضد هذا العار؟ أم أن القبيلة التي كانت تدافع عن الحرائر باتت تُخضِع رأسها لسوط الطغيان؟

على منصة "إكس"، اشتعل وسم #انقذوا_سحر_الخولاني، صوتٌ شعبيٌ يتحدى القمع، يروي حكاية امرأة أُخذت لأنها رفضت أن تنحني. ناشطون ومواطنون من مناطق سيطرة الإرهاب الحوثي يرفعون أصواتهم، يعلنون للعالم أن الظلم لا يفرق بين جدران البيوت، وأن النساء في صنعاء هن وقود الحرب على الكرامة.

لكن السؤال الأعمق يبقى: هل ستظل القبائل صامتة؟ أم أن هذه الصرخة ستعيد لها ذاكرة الغيرة والشرف؟ سحر ليست مجرد امرأة، إنها رمز لجيل يُهان، وقبيلة تُختبر، ووطن يُسحق تحت أقدام الطغيان.

إنقاذ سحر ليس مجرد فعل إنساني؛ إنه استعادة لروح اليمن. فحين تُهان المرأة، يهينها الصمت قبل القيد، وعندما تنكسر، تنكسر الأمة كلها.