الخميس 6 فبراير 2025 02:46 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

جرائم الحوثي ضد مشايخ اليمن: استهداف القبائل لترسيخ الهيمنة الطائفية

الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 05:28 صـ 2 جمادى آخر 1446 هـ
عبدالجبار سلمان
عبدالجبار سلمان

لا تزال ميليشيا الحوثي ترتكب الجرائم والانتهاكات البشعة بحق قبائل ومشايخ اليمن في مسعى واضح لترسيخ سيطرتها المطلقة وتقويض البنية الاجتماعية التي تشكلها القبائل، والتي تُعد أحد ركائز المجتمع اليمني. تسعى هذه الميليشيا إلى تقويض النفوذ الاجتماعي والسياسي لهذه الفئة عبر سلسلة من الجرائم التي تتراوح بين القتل والتعذيب والإغتيال والاختطاف، وصولاً إلى هدم المنازل وتهجير الأسر. تحاول ميليشيا الحوثي منذ بداية انقلابها في 2014 تحييد مشايخ القبائل الذين يُعدّون خط الدفاع الأول عن سيادة اليمن ووحدته. إذ ترى فيهم عائقًا أمام مشروعها الطائفي الذي يسعى إلى تغيير الهوية اليمنية القائمة على التنوع والانتماء الوطني. لذلك، لجأت الميليشيا إلى استراتيجيات قمعية شملت تصفية المعارضين لها من المشايخ والوجهاء، في محاولة لتكميم الأفواه وترهيب الجميع من خلال نشر الخوف. كانت جريمة اغتيال الشيخ صادق أحمد صالح أبو شعر، أحد أبرز مشايخ محافظة إب، أحدث مثال على هذا المسعى الإجرامي. قُتل الشيخ بدمٍ بارد على يد مسلحي القيادي الحوثي علوي الأمير، أثناء مروره عبر نقطة تفتيش في منطقة “دار سلم” جنوبي صنعاء. هذه الجريمة لم تكن استثناءً، بل جاءت ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت العشرات من وجهاء القبائل. الهدف واضح: إسكات كل صوت معارض للمشروع الحوثي وضمان خضوع القبائل لسيطرتها بالقوة. إلى جانب القتل، مارست الميليشيا سياسة العقاب الجماعي ضد القبائل التي رفضت الخضوع لها، من خلال تهجير الأسر وهدم منازلهم. تسعى هذه السياسات إلى تدمير الروابط الاجتماعية والاقتصادية للقبائل، مما يضعف قدرتها على المقاومة ويترك المجال مفتوحًا للميليشيا لتوسيع نفوذها. لم تقتصر جرائم الحوثيين على الجانب المادي فقط، بل امتدت لتشمل اغتيال الهوية القبلية نفسها. عملت الميليشيا على استقطاب بعض الشخصيات القبلية عبر الترغيب أو الترهيب، في محاولة لاختراق بنية القبيلة وإضعافها من الداخل. كما لجأت إلى نشر الأفكار الطائفية التي تتعارض مع القيم القبلية التي تقوم على التضامن والعدالة الاجتماعية. رغم هذه الجرائم والانتهاكات، لا تزال القبائل اليمنية تقاوم محاولات الحوثيين لترسيخ سلطتهم. تُظهر ردود الفعل الرافضة لهذه الجرائم، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، تصميم القبائل على الحفاظ على كيانها ورفض الاستسلام للمشروع الطائفي.
وفي الختام إن استهداف ميليشيا الحوثي لمشايخ وقبائل اليمن يمثل جانبًا من حربها الشاملة على المجتمع اليمني، في محاولة لتغيير هويته وفرض أجندتها الطائفية بالقوة. ومع استمرار هذه الانتهاكات، تظل القبائل ومشايخها أحد أبرز خطوط الدفاع عن استقلال اليمن وهويته الوطنية. الجرائم المتواصلة تؤكد الحاجة الماسة إلى موقف دولي حازم لكبح جماح هذه الميليشيا وحماية المدنيين من استبدادها.