أهمية قراءة أذكار النوم والتحصين قبل النوم
تعد أذكار النوم من الأمور التي يحرص عليها المسلمون لما لها من فضل عظيم وفوائد جمة، فهي تساهم في حماية النفس وجلب الطمأنينة والراحة قبل الخلود للنوم. وقد وردت هذه الأذكار عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - لتكون من السُنن المستحبة التي يستحب للمسلم المواظبة عليها يوميًا. ومن أعظم أذكار النوم ما جاء في القرآن الكريم وأدعية النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ تُعد وسيلة لتحصين النفس من الشرور والوقاية من الشيطان، كما جاء في قوله تعالى: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ» (آل عمران: 191)، ما يدل على أهمية الذكر في جميع الأوقات وخاصة وقت النوم.
فضل قراءة أذكار النوم
من أبرز الأذكار الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل النوم هو قراءة آية الكرسي، التي لها فضل عظيم في حماية المسلم طوال الليل. فقد ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح». وهذا الحديث يوضح أهمية قراءة آية الكرسي لحفظ النفس من الشيطان وشروره، إذ يكون المسلم في حماية الله حتى صباح اليوم التالي.
وفي حديث آخر عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -، ذكر فضل قراءة آية الكرسي، حيث قال له أحد الجن: «من قالها حين يمسي أجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي»، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «صدق الخبيث»؛ في تأكيد على أن الجن لا يقربون من يداوم على هذه الأذكار.
أذكار النوم والتحصين
تتضمن أذكار النوم عدة أدعية مأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، منها:
- قراءة سورتي "الفلق" و"الناس" وسورة "الإخلاص" ثلاث مرات، حيث يجمع المسلم كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ هذه السور، ثم يمسح بهما جسده بدءًا من رأسه ووجهه.
- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ ... إلى نهاية السورة»، والتي تعتبر من الأذكار التي تكفي المسلم وتحفظه من كل سوء.
- الدعاء المأثور: «اللهم باسمك أموت وأحيا»، والذي كان يردده النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الخلود للنوم.
فوائد أذكار النوم
1. نيل الأجر من الله - سبحانه وتعالى-، فكلما ذكر الإنسان الله ازداد أجره وثوابه.
2. تقوية صلة العبد بربه من خلال ذكره في جميع الأوقات حتى وقت الخلود للنوم.
3. الحماية من كيد الشيطان؛ حيث لا يُمكن للشيطان أن يقترب ممن يذكرون الله قبل نومهم.
4. تحمي المُسلم من أي شر قد يضره.
5. مضاعفة حسنات المُسلم في الدنيا والآخرة.
6. نيل رضا الله - سبحانه وتعالى- وشفاعة رسوله يوم القيامة.
7. الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية.
8. الحماية من العين والحسد.
9. غفران الذنوب.
10. استشعار القرب من الله - عز وجل-، وبالتالي الابتعاد عن كُل ما هو محرّم أو مكروه في الدين.
11. شعور المُسلم بقوة جسدية تجعله نشيطًا عند استيقاظه من نومه ليقوم بكافة الأعمال المطلوبة منه.
12. تعلم الاتكال على الله في كُل شيء، فالإنسان عندما يضع نفسه في الفراش فهو لا يعلم إن كان سيُصبح في اليوم التالي أم يأخذه الموت فجأة، وهكذا فإنه يتعلم أن يُسلم جميع أموره لله - سبحانه وتعالى-.