الخميس 6 فبراير 2025 06:46 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

سبتمبر الذي يشبهك يا محمد دبوان

السبت 21 سبتمبر 2024 12:06 مـ 18 ربيع أول 1446 هـ

ظل محمد دبوان المياحي حريصا على البقاء في صنعاء والكتابة من داخلها والظهور للاعلام والتعبير عن قناعاته المكفولة قانونا وشرعا وعرفا بشكل طبيعي، كان ولازال يحمل رسالة آمن بها ولطالمها كررها بجملته الشهيرة (صنعاء حقنا كلنا).

في احتفالهم الاخير بخرافة المولد النبوي، قرر محمد حضور حشدهم في ميدان السبعين، ومن هناك عاد غاضبا وكتب بحرقة ونضج منشورا كانت جملته الأخيرة (النبي حقنا كلنا).

من اختطفوه فجر اليوم أرادوا ايصال رسالة نقيضة لما يكرره المياحي، يستميتون في اقناع العالم والشعب بحقيقتين:

الاولى: ان النبي صلى الله عليه وسلم ليس (حقنا كلنا) كما اراد المياحي أو غيره من الاسوياء، بل هو فقط جدهم وباني مؤسستهم الاستثمارية وأطماعهم لا نبيا او حامل رسالة للجميع، ولا يحق لنا الاعتراض على آله.

الثانية : أن صنعاء لن تكون وطنا لليمنيين ولا عاصمة لهم بل لابد أن تصبح عزبة هاشمية لفلول الامامة التي اجتاحتها في مثل هذه الليلة قبل عشر سنوات، يريدون صنعاء نسخة من ضحيان.

لا صوت فوق صوت الولي، ولا لون غير الاخضراني.

فرض اللون والواحد والصوت الواحد والرأي الواحد، سلوك كل العصابات والمستبدين، ليس بدعة خلقها عيال بدر الدين، لكن باستعراض تجارب أشباهه ومن هم أقسى منه في التاريخ، كانت مصائرهم وخيمة.

محمد دبوان المياحي بطل كامل البطولة قبل اختطافكم له، ولم يكن يحتاج نيل البطولة او الشهرة من معتقلاتكم، لكن هذا الاختطاف وفي ذكرى ميلاد اليمن المعاصر هو اعتراف صارخ منكم أنتم ببطولته وتفوقه.

في تمام السنة العاشرة على جريمتكم بغزو صنعاء، اخترتم الساعة المناسبة لاختطاف محمد دبوان، لتدينكم انتم وتفضح جبنكم، ولو عدنا للوراء سنجد أن محمد يوم دخولكم صنعاء كان طفلا وتلميذا في مقاعد الدراسة الاولى، لا محاربا ولا قائدا حزبيا ولا زعيم طائفة، لكنه وفي عهدكم الميمون تشكلت روحه ويمانيته وصار اليوم وطنا وبطلا بحجم البلاد.

لا اعتقد المياحي كان آمنا يستبعد الاختطاف والخطر، فمثله يدرك جيدا واقعه، وثمن قناعته وحريته المستحق، فضلا عن كون كل مواطن في صنعاء يدرك ويتوقع أنه صيد محتمل للاختطاف منكم في أي لحظة.

ليس المياحي وحده يدرك أن صنعاء زنزانة كبرى، حتى حسين حازب ومجاهد القهالي وفارس أبو بارعة صفحة ثالثة وصلاح الدكاك وسلطان السامعي وبن حبتور وأحمد غالب الرهوي يتوقعون أن يصل إليهم رسل الجريمة الهاشمية أي لحظة.

لكن الفرق كبير بين المياحي وحازب والقهالي وأشبابههم، حتى في انظاركم ترونه محترما وندا ورقما بينما أولئك خونة في نظر الشعب ومنافقون تحت الرقابة في أنظاركم.

سيخرج المياحي بطلا وأكثر توهجا وعزما مما كان عليه قبل فجر هذا اليوم، خرج قبله عبدالوهاب قطران والالاف من الاحرار وستضيق بكم أنتم صنعاء وزنازينها.

اختطافاتكم وسجونكم لم تعد مخيفة أبدا، ولا سطوتكم مرعبة كما كانت في السنوات الخمس الاولى التي تلت جريمتكم الغاشمة.

حاجز الصمت والخوف ينهار لدى الناس ويتلاشى بشكل مستمر وسيرتد كابوسا يطوقكم أنتم كسنة من سنن الكون الثابتة.

وستظل عقارب الساعة وأوراق التقويم كلما حل شهر سبتمبر المجيد وذكرى ثورتنا الباسلة تذكركم بحقيقتكم ورعبكم من الشعب وقرب لحظة الخلاص.

الخلاص لكل الأحرار ولصنعاء.