”في خطوة مفاجئة: الحوثي يطلب العون من المناطق المحررة لإنقاذ اقتصاده”

تتصاعد تداعيات قرارات وتحركات البنك المركزي اليمني في عدن، لتُلقي بظلالها القاتمة على ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، حيث باتت مناطق سيطرتها تعاني من أزمة سيولة خانقة، في ظلّ مساعي البنك المركزي لإنهاء الانقسام النقدي في البلاد.
دعوة لإيداع العملة القديمة:
ففي إطار جهوده لتوحيد العملة الوطنية، دعا البنك المركزي في عدن، الشركات والأفراد في أواخر الشهر الماضي، إلى إيداع ما بحوزتهم من العملة المحلية (الطبعة القديمة قبل عام 2016) في حساباتهم في البنك المركزي والبنوك التجارية والإسلامية، وذلك خلال مدة أقصاها 60 يومًا. وتضمنت هذه الدعوة استبدال العملة القديمة بالجديدة وفقًا للقانون، مع إيقاف التعامل بالعملة القديمة بعد انتهاء المهلة المحددة.
ردة فعل الحوثيين:
وعلى الفور، سارعت ميليشيات الحوثي إلى الرد على هذه الخطوة، بإعلانها عن استبدال العملة القديمة بثلاثة أضعاف قيمتها من العملة الجديدة، وذلك في محاولة لكسب ودّ المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومنعهم من التوجه إلى بنوك عدن لإيداع أموالهم.
مناورة مكشوفة:
وفي خطوة مثيرة للجدل، حددت ميليشيات الحوثي المراكز الجمركية المستحدثة كمواقع لتبديل العملة القديمة، بدلًا من تحديد بنوك محددة.
وتشير هذه الخطوة إلى نية الميليشيات استغلال عملية تبديل العملة لفرض مزيد من الرسوم والجبايات على المواطنين، وتعزيز قبضتها المالية على المناطق الخاضعة لسيطرتها.
قيود صارمة على عملية التبديل:
ووضعت ميليشيات الحوثي قيودًا صارمة على عملية تبديل العملة، حيث حددت سقفًا للمبلغ المسموح بتبديله بمبلغ 3 ملايين ريال يمني فقط، مع إمكانية الحصول على موافقة من صنعاء لتبديل مبالغ أكبر. وتُعَدّ هذه القيود بمثابة عقبة إضافية أمام المواطنين، وتُعيق حصولهم على كامل حقوقهم المالية.
أزمة سيولة خانقة:
يُرجّح مراقبون أن تعاني ميليشيات الحوثي من أزمة سيولة خانقة في الفترة المقبلة، وذلك نتيجة لتداعيات قرارات البنك المركزي في عدن. وتشير التوقعات إلى أن إقبال المواطنين على إيداع أموالهم في بنوك عدن سيتزايد، ممّا سيُقلّل من كمية العملة المتداولة في مناطق سيطرة الحوثيين، وبالتالي سيُفقدها قيمتها الشرائية.
انتصار للشرعية اليمنية:
تُمثّل هذه التطورات انتصارًا هامًا للشرعية اليمنية في معركتها ضدّ ميليشيات الحوثي الإرهابية. وتُؤكّد هذه الخطوات على عزم البنك المركزي في عدن على توحيد العملة الوطنية، وإنهاء سيطرة الحوثيين على مقدرات الشعب اليمني.