السبت 19 أبريل 2025 07:55 مـ 21 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

من عامل نظافة في اليمن إلى رئيس قسم طبي في أمريكا.. قصة نجاح ملهمة لدكتور يمني

السبت 20 يناير 2024 09:54 مـ 10 رجب 1445 هـ
الدكتور المطري
الدكتور المطري

في مثل هذا اليوم من عام 2024، يحتفل الدكتور عبداللطيف المطري بمرور عشر سنوات على توليه منصب رئيس قسم علاج ما بعد العمليات المعقدة في مستشفى جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن هذا المنصب لم يأتي بسهولة، بل هو ثمرة جهد وتعب وتحدي وإصرار استمر لأكثر من ثلاثين عاما.

فقد بدأت قصة الدكتور المطري في اليمن، حيث ولد ونشأ في قرية جبلية بمحافظة إب. وبعد أن أنهى دراسته الإعدادية في مدرسة جبله، انتقل إلى مدينة إب لإكمال الثانوية في مدرسة النهضة. وفي تلك الفترة، كان يعمل عاملا للنظافة في بيوت الأطباء الأمريكيين الذين كانوا يعملون في مستشفى جبله، والذي كان يديره الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي.

وفي أحد الأيام، تعرف الدكتور المطري على الدكتور الأمريكي ديفيد دور، الذي كان يزور المستشفى بصفته مستشارا طبيا. وأثناء حديثهما، لاحظ الدكتور دور ذكاء وطموح الدكتور المطري، وقرر مساعدته على تحقيق حلمه بالدراسة في أمريكا.

وبعد أن سافر الدكتور دور إلى بلاده، استمر في مراسلة الدكتور المطري عبر البريد، وساعده في الحصول على منحة دراسية لمدة عام واحد في جامعة ولاية بنسلفانيا.

وفي عام 1994، سافر الدكتور المطري إلى أمريكا، وبدأ دراسته في تخصص علم الأعصاب. ولأن المنحة كانت غير كافية لتغطية نفقاته، كان يعمل في كافتيريا الجامعة لزيادة دخله.

ورغم الصعوبات التي واجهها، كان يتفوق في دراسته، ويكسب حب واحترام من حوله، خاصة الأطباء الذين كانوا يدرسون في الجامعة.

وكانوا يلاحظون أنه يذاكر بجد، حتى في الليل، حيث كان يستخدم لمبة صغيرة تحت بطانيته لكي لا يزعج زملائه النائمين في السكن الجماعي.

وفي أحد الأيام، قرر أحد الدكاترة أن يأخذ الدكتور المطري إلى بيته، ويوفر له السكن والظروف الملائمة للدراسة.

وبفضل هذه المساعدة، استطاع الدكتور المطري أن يكمل دراسته الجامعية، ويحصل على البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه في علم الأعصاب.

وبعد ذلك، تقدم للعمل في مستشفى جامعة فرجينيا، حيث تم قبوله كطبيب مقيم، ثم كأستاذ مساعد، ثم كأستاذ مشارك، ثم كأستاذ كامل، وأخيرا كرئيس لقسم علاج ما بعد العمليات المعقدة.

واليوم، يعيش الدكتور المطري حياة ناجحة وسعيدة في أمريكا، حيث يتمتع بسمعة طيبة واحترام كبير في مجاله.

ولديه أربعة أبناء، يدرسون بتفوق في جامعات مرموقة، ويتبعون خطى والدهم في العلم والتميز. ويمارس الدكتور المطري هوايته المفضلة، وهي زراعة حديقته بالورود وتصميمها بشكل جميل.

ويقول الدكتور المطري إنه ممتن لله على ما أنعم به عليه من نعمة العلم والعمل، ولليمن على ما زرعه فيه من حب الوطن والإنسان، ولأمريكا على ما منحته من فرصة الحياة والتطور.

ويضيف الدكتور المطري أنه يحلم بالعودة يوما إلى اليمن، ليساهم في إعادة إعماره وتنميته، وليشارك في تحسين الخدمات الصحية والتعليمية للشعب اليمني.

ويقول إنه يتابع بقلق وحزن ما يجري في اليمن من صراعات ومآسي، ويدعو إلى وقف الحرب والعنف، وإلى الحوار والسلام.

و يأمل أن يرى اليمن في المستقبل بلدا آمنا ومستقرا ومزدهرا، يعيش فيه الناس بكرامة وحرية وعدالة.

ويختم الدكتور المطري حديثه بقوله: "لكل مجتهد نصيب، ولكل صابر فرج. وأنا مثال حي على ذلك. فلولا